الصدق والمصداقية والحقيقة ثلاثة معايير ضد قهر الذوات أو السيطرة عليها ،هابرماس يعتمد على البعد التواصلي اللغوي والتفاهم العقلاني الهادف إلى تحقق الأطراف المشاركة بالعملية التواصلية من حيث الاتفاق والإجماع. تشكل الكلمة أداة هامة من أدوات إيصال المعنى، فهي أصغر وحدة من وحداته، ومنها تتكون الوحدات الأخرى، كالعبارة والجملة. كلنا يعلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان قد كتب الله له لسان صدق وخلال حق؛ حتى عرف بين قومه بالصادق الأمين، وحتى رضوا حكمه في أخطر قضاياهم ومأثرة شرفهم وهو وضع الحجر الأسود عند بنائهم الكعبة، وقالوا له ـ عندما دعاهم إلى الله ـ: «ما جربنا عليك كذبا»… فما زال الصادق دائما حتى بدا صدقه على قسمات وجهه؛ فقال عبد الله بن سلام لما رآه: فلما نظرت في وجهه عرفت أنه ليس بوجه كذاب. والعجب العجاب حين قابله أعرابي فسأله عن نفسه فعرّفها له.. فقال الأعرابي: أنت الذي يقول عنه قومه إنه كذاب؟ قال: نعم.. قال: «لا والله ما هذا الوجه بوجه كذاب» بمقدار صدق اللسان أو كذبه ترتكز سعادة المجتمع أو شقاؤه، فإن كان اللسان صادق اللهجة، أميناً في ترجمة خوالج النفس وأغراضها، أدى رسالة التفاهم والتواثق، وكان رائدَ خيرٍ، ورسول محبة وسلام بين أفراده ، وإن كان متصفا بالخداع والتزوير، وخيانة الترجمة والإعراب، غدا رائدَ شرٍ، ومدعاة تناكرٍ وتباغضٍ بين أفراد المجتمع، ومعول هدمٍ في كيانه ، بما يفضي إلى تقويض الاستقرار الداخلي ، وإذا شاع الكذب في مجتمع، وَهَتْ فيه المعاني الأخلاقية، وساد التبرم والسخط بين أفراده ، وعز فيه التفاهم والتعاون، وغدا عرضة للتبعثر والانهيار. تعني الأدلة التي تثبت الصدق. والصدق يعني عدم الكذب ومطابقة الواقع . ومصداقية توجه الوسيلة ومصداقية نوع الوسيلة . أما المصداقية من المنظور الاسلامي فإنها تعني مصداقية الاقوال والافعال والذات . ان المصداقية لا تنحصر على «صدق» الشخص فحسب، بل إنها تتمثّل بأهدافه وأخلاقياته، ويجب أن تنعكس على عملك ومصداقيتك لتكون قائدًا أو مديرًا مُتميزًا.هناك خلط بين مفهومي المصداقية و الصدق إذ يرى البعض أم معناهما واحد. فالمصداقية مشتقة من صدق و هي تعني الأدلة التي تثبت الصدق. و الصدق يعني عدم الكذب هنا أستشهد بحديث لرسولنا الكريم محمد عليه الصلاة والسلام ، عندما سُئل أيكون المسلم كاذبا قال « لا لا لا « رغم ان كثير من الامور قد يفعلها المسلم الا الكذب ، فمن عظيم موروث الأمم على مر التاريخ ارتبط الكذب بكل ما هو سيء، كالخيانة والقتل والتدمير والفساد، فهو مفتاح العمل الشيطاني، فمجرد ان بدأت بالكذب جاء النفاق ليدعم كل الأقوال الكاذبة وظهرت الشيطنة في وجهك ليغادر ابليس مطمئنًا بان هناك من يقوم بعمله على اكمل وجه، وتظهر كالجبان تهاجم من خلف الجدران وتتسلل بجنح الليل سارقا ومخادعا.