المقالات

الكسولان

يبدو أننا نمتطي نفس المدينة
ونسكن نفس الحي
دون أن نُطلَّ من شبابيك البلكونات
فلا رغبة لنا لكتابة رسائل خفية
ولا حتى لسلامٍ الكتروني
لارغبة لنا بالرحيل
ولا بفنجان قهوة
ولا أن نتبادل العشق المقدس في ميادين الجواسيس
مع صوت العصافير كسولان
وإن انتهى بنا الأمر «كلٌّ يغني على ليلاه»
كسولان حتى في سؤال متى نلتقي؟
نتأخر ونتبخر كإبريق ماء
يتلظّى من جوى نارٍ محلية ويفقد أجزاءه الأخيرة للسماء
خمولان حتى في الحب
بالرغم من كل الأسباب
التي تعصِفُ في مدينتنا، حارتنا، بيتنا
كسولان حدَّ الجفا الذي يُفهم أنه صفا
فالوضع غير محدد
ووسائل النقل مُعَطلة
أما العقل فهو كل مابقي بيننا
ما أبخلَ سنوات العشق
التي تُقلِّب أرقامها
مقامرةً على دروب النسيان
أَيُعقل أن نصِلَ مقدار الكفر بنعمة العشق
وهو كل ما ندعي أننا نبحث عنه
«أين قلبي» كما قال الشاعر
في سنواتٍ سابقة من ذكرى ذاك العشق
أم في أيامٍ صعقتنا بخذلانه وكسله وتناسيه
و يبدو أننا أكثر من مُجرد… كسولان
فحقيقتي جاءَت لِحملِكَ لعالمٍ آخر حتى لو اضطرَت إلى سَحبِكَ كما تُسحَب الغيوم البيضاء من السماء الرمادية
فأضعُك في روحي ويطرقُ قلبك
فأزهارك تستلقي على ضفاف نبع سعادتنا
وجئتكَ مرةً أخرى
لأبوحَ لك عن الرسومِ في منازلي
وأرفعكَ مع الدعاء إلى السماء كصلاة
فقد عُدتُ لاستعيدَ قُبلةَ العشق التي سرَقتَها مرةً واحدةً، فإما أن تُعيدها برشاقة الهمسات التي رَقصَت على لحن عشقٍ أبدي، أو أعلنُ حرباً على كل عروشِ التمرد
فصلاتي الأخيرة ستُقيدُكَ إلى الأبد.
وعلى طولِ المسافات والطرقات، وبالرغم من أنك في راحتي أيُّها الكسول
وعلى الرغم من أنني أستطيع أن أبتعد عنك كطفلٍ مهجور سأحتاج
دائماً إلى مطاردتك.

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى