فبراير شهر فريد من نوعه في قلب كل كويتي، استمد شبابه وأسبابه وتاريخه من هذه الأرض الطيبة، ممتدة الجذور والتاريخ والعطاء الذي نقلها من محطات عدة، من تأسيس وحروب ومسميات إلى أن استقلت بذاتها وأصبحت حرة أبيه تأخذ بديمقراطيتها ودستورها كل ما تسلك به شؤونها، وتستمد منه منطلقاتها وحدودها وممارساتها المتنوعة.
فبراير ،هذا الشهر العزيز والمميز في ذاكرة كل مواطن كويتي، لما يحمله من معاني جمة وتفاصيل عدة، خالدة مخلدة في مذكرات التاريخ الذي يحتويه من محطات مهمة وأحداث رئيسية تحاكي واقع وطن معطاء مهما مر من تجارب ومعضلات الا أنه يبقى كالبنيان المرصوص بفضل رب العالمين ومن ثم أبنائه البررة المخلصين الذين ضحوا بأرواحهم وأموالهم وأهلهم فداءاً للكويت وبقائها واستمرارها لحقبة تلوها حقبة، كي ينعم أبناؤها بذلك الحنان الذي تهديه هذه الأرض الطيبة، فهي كالأم المعطاء التي تخاف على فلذات أكبادها واحتوائهم على الدوام رغم الاختلافات والتنوعات الاجتماعية والقبلية والمكانية التي جمعتهم تحت نطاق هذه الأم الحنونة كويت العز والكرامة.
يشكل شهر فبراير ذكرى يوم التحرير من براثن الغزو العراقي الغاشم، والعيد الوطني واستقلال الكويت من الوصاية البريطانية، فهاتان المناسبتان تشكلان نقلة نوعية في تاريخ الكويت الحديث، الذي يؤكد بأن هذه الديرة محروسة دائما بعين الله عزوجل على مر الزمن، أدامها الله من نعمة وحفظها من الزوال دار أمن وإيمان وسلامة وقرآن.
جاء شهر فبراير وأُرسيت به ذكرى الاستقلال أكراماً لأبو الدستور الشيخ عبدالله السالم الصباح في تاريخ تنصيبه أميراً للكويت، الا أن الاستقلال في شهر يونيو من عام ١٩٦١ م الا ان ذلك أتى استحقاقاً للنقلة النوعية التي حدثت في عهد المغفور له الشيخ عبدالله السالم الصباح في ارساء مبادئ السياسة والانطلاق نحو دولة مستقلة تتحدى نفسها وتمثل نفسها في المنظمات والأقاليم المختلفة بدون وصاية أو رقابة من أي دولة كانت.
ومن بعد يوم الاستقلال يأتي يوم التحرير الذي فرح به أبناء هذا الوطن المعطاء في دحر العدو الغاشم من أرض الكويت الطاهرة، من خلال 8 شهور عاش فيها الشعب الكويتي الويلات من تعذيب وأسر ودمار طال البلاد والعباد من خسائر بشرية ومادية ونفطية لا تُعد ولا تحصى، ليأتي ذلك اليوم في إعادة البسمة للكويت والكويتين والعودة أفضل من السابق، بفضل جهود الدول الشقيقة والصديقة التي ناصرت الحق والعدل، ما عجل ذلك النصر المؤزر بتوفيق من الله وتدبير منه سبحانه.
يجب علينا استشعار نعمة الوطن، فهي نعمة لا تعدلها نعمة وهي الأساس للعمران والعبادة والاستقرار، الذي يُولد بلا شك نفوس قويمة ومستقرة تكون تحت مظلة وطن معطاسء وراية واحدة ندافع عنها ونخلص لها ونعطي كل غال ونفيس للذود عنها بكل الأوقات والظروف. حفظ الله الكويت وشعبها من كل مكروه ودامت أفراح يا كويت وسائر ديار المسلمين.