من يتابع تطورات الاحداث في العالم لن يفاجأ ابدا بترنح إسرائيل على انغام سيمفونية التاريخ التي ستنزع عن الولايات المتحدة ميزة الهيمنة على أمور العالم الاقتصادية والسياسية والإنسانية والسيادية التي مارستها بغطرسة من خلال مجلس الامن الدولي والأمم المتحدة بشكل عام ومؤسساتها ومنظماتها التي تتقاسم الاختصاصات في كل ما يعني الانسان والبشرية عموما في قضايا الثقافة والفكر والتراث ،وهي مسائل تقع اليوم مع الاختصاصات التي تمارسها منظمة التجارة العالمية والنشاط المالي والمصرفي والائتماني من خلال صندوق النقد والبنك الدولي ومجلس الاتحاد الفيدرالي الأميركي. إلأ أن زوال التفرد الأميركي بامور العالم وهي في حقيقة الامر كلها بما فيها الإدارات الأميركية المتعاقبة تقع بيد المؤسسة الصهيونية التي تحكم العالم ابتداء بالولايات المتحدة وواجهتها في ذلك البيت الأبيض والكونغرس والمخابرات المركزية والبنتاغون والمجلس الفيدرالي، الأمر الذي يؤذن بقرب زوال الكيان الصهيوني بنفس الطريقة او الأسلوب او القدر الذي يلم باوكار الصهيونية العالمية في أوكرانيا الان او بطريقة أخرى.
قبل أسبوع او اكثر وتتمة للاشارات والدراسات والاعترافات التي وردت على السنة أصحاب الشأن في دويلة الاحتلال ، ألمح أيهود باراك رئيس وزراء إسرائيل الأسبق زعيم حزب العمل في عقد التسعينات وبداية الالفية الثالثة الى المصير الذي يواجه هذه الدويلة المصطنعة. باراك الذي عايشت وانا رئيس تحرير مجلة « المشاهد السياسي» اللندنية أولى إصدارات هيئة الإذاعة البريطانية بي بي سي ، سلسلة اجتماعاته مع الرئيس الفلسطيني الأشهر ياسر عرفات في لندن وواشنطن للتوصل الى اتفاق عرف باسم كامب ديفيد 2 الا ان عرفات رفض في اللحظة الأخيرة التي سبقت الموعد المحدد للتوقيع على الاتفاق الذي رعاه بالكامل الرئيس الأميركي آنذاك بيل كلينتون ودفع ثمن محاولته التمسك بنوع من الموضوعية او المرونة المحرمة على الإدارات الأميركية الحالية والسابقة والملزمة بدعم تل ابيب والانحياز بشكل مطلق لوجهة النظر الصهيونية التي تمثلها الأحزاب الحاكمة في إسرائيل بأن زجوا لكلينتون مونيكا لوينسكي الالعوبة اليهودية التي كادت ان تطيح به خارج البيت الأبيض بعد ان تورط معها بمغامرة جنسية يقال انها وثقت بالكامل على المكتب البيضاوي وقادت الى اتهامه من قبل الكونغرس بالحنث باليمين الدستوري او الكذب. باراك أشار في لقاء تلفزيوني عالمي الى احتمال حدوث انفجار داخلي في الوضع السياسي في إسرائيل قائلا او متوقعا ان يعصف الصراع السياسي الحالي بالدولة العبرية.عندما قال صراحة ان الخلاف القائم بين المجتمع الإسرائيلي وحكومة بنيامين نتنياهو يصل الى مرحلة خوض القتال (قناة روسيا اليوم) مشددا على ان خطورة الوضع الحالي بمثابة جرس انذار لأن الخطر على حد قوله بات يحدق بإسرائيل من الداخل ووشيك فعلا. وخلال حديثه للقناة الروسية حليفتنا التاريخية في قناة صوت العرب تحدث باراك عن معركة حقيقية تتخللها اضطرابات مدنية تتسبب بنشوب ربيع صاعد لاسقاط حكومة نتنياهو الشريرة على حد وصفه. ووصف رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق الصراع الداخلي في الكيان الاستيطاني بأنه حالة من حالات الصراع ضد الديكتاتوريات المظلمة. واتهم حكومة نتنياهو الجديدة بأنها تقوم بعملية خاطفة لسحق النظام القضائي، فضلا عن ممارسة الضغط لتحقيق اخضاع كامل للشرطة لصالح حزب الليكود الحاكم، ما يفتح بابا واسعا لمزيد من الفساد والعنصرية والكراهية وتضارب المصالح.واعتبر عن قناعة ان حكومة نتياهو مندفعة لاشعال الصراع السياسي الإقليمي مع الفلسطينيين وتحويله لحرب دينية بين إسرائيل والإسلام ومعالجة الوضع كما يفعل الطبيب لمرضاه على أساس دينهم وتوجههم الجنسي ولون بشرة كل منهم ،منوها الى تعيين قضاة ورجال اعمال ومدراء تنفيذيين ومستشارين قانونيين يفتقرون للخبرة المهنية تمهيدا لعملية تطهير منهجي. من الصعب القول ان الصمود الفلسطيني في وجه النفس العدواني و القسوة والاجرام والعنصرية التي تمارسها إسرائيل لم يكن صاحب الدور الفاعل في محاصرة المخطط الصهيوني ليس لابتلاع كامل فلسطين فقط وانما لتهويد المنطقة ،مع الإقرار مسبقا وبإيمان قاطع ان لا شيء يجري في الكون الذي نعرفه دون ان يكون خارج سلطة ومشيئة الرحمن الا ان شعب الجبارين وهم الفلسطينيون كانوا ومازالوا وبمشيئة الله وراء افشال جعل مخططات واحلام ونبوءات آل صهيون حقيقة ممكنة. ولاشك ان قادة الصهيونية في العالم الذين حققوا اختراقات يصعب انكارها او التقليل من خطورتها في البدن والعقل العربي وهو ما ابقى الامة جاهلة وغير متعلمة وغير منتجة ومفككة نفتقد الى العلم والتنمية والصناعة والمناعة في مواجهة الاملاءات الأميركية المذلة ، اقتنعوا شاؤوا ام ابوا باستحالة ديمومة الوجود الإسرائيلي او توسعه ،فاتجهوا الى أوكرانيا واسسوا فيها مختبراتهم البيولوجية التي أرادوا الانتقام بها من كل العالم باستخدام منتجاتها الميكروبية المخلقة كحال كوفيد 10 واجياله ومتحوراته. وكانت اكبر الخسائر الناجمة من فشل المشروع الصهيوني العالمي في فلسطين والمنطقة ، تخطي مصر لمحاولات تفتيتها واغراقها بالصراع الداخلي والديون والفقر والبطالة والجهل . وعجز عتاة اليهودية العالمية عن تقسيم العراق وتغيير هويته العربية رغم استمرار نفوذهم فيه فيما تقترب المؤامرة على سوريا من نهايتها .