من المؤسف والمحزن أن نرى المواهب الكويتية معطلة ومهمل ومنسية، وان نرى الكوادر الشبابية الوطنية المتسلحة بالعلم والخبرة والمهنية خارج دائرة الاهتمام الحكومي، وذلك لأن هؤلاء الكويتيين لا يحملون الجنسية الكويتية.
نعم، انهم الكويتيون البدون، الذين ينتمون لهذه الارض الطيبة، ويعشقون ترابها، ويعملون لأجلها، ويضحون بأرواحهم فداء لها، لكنهم لا يحملون ما يثبت أنهم كويتيون.
أحد هؤلاء طبيب متخصص في جراحة المخ والاعصاب، وهو من افضل الكفاءات في هذا التخصص النادر، وغيره كثير من الاطباء والصيادلة والمهندسين والجامعيين، لكن الحكومة لا تلتفت اليهم ولا تستثمر خبراتهم، رغم انهم كويتيو الجنسية والانتماء والهوى والعشق والولاء والوفاء، لكن ليس لديهم بطاقة تثبت انهم كويتيون.
هؤلاء يتم تجاهلهم، وفي المقابل يتم التعاقد مع جنسيات اجنبية وعربية، ربما تكون اقل منهم كفاءة وخبرة واحترافية، وللعلم فإن كل طبيب او ممرض يعمل في الكويت، يستغل شهادة الخبرة التي يأخذها من الكويت ليعمل بها في اي دولة في العالم، وبرواتب مغرية، بل انه يحصل على جنسية تلك الدولة ويحظى هناك بالتقدير والاحترام، فلماذا لا نستفيد من خبرات ابنائنا الكويتيين البدون، ولماذا لا نستثمر هذه الطاقات والخبرات والقدرات العلمية في خدمة بلدنا، ونطبق المثل الكويتي المعروف «دهننا في مكبتنا»؟
نرجو ان تبادر الحكومة فوراً لاستثمار هذه العقول الكويتية ،والاستفادة من تخصصاتهم وامكانياتهم وخبراتهم لتعزيز النهضة الطبية والعلمية والادارية في الكويت، فهم الاقدر على خدمة الكويت وهم الاجدر بمحبة الكويت لهم، وتقدير مواهبهم وخبراتهم واعطائهم ما يستحقون باعتبارهم ابناء هذه الارض الطيبة.
حفظ الله الكويت من كل سوء ،وادام عليها نعمة الأمن والأمان والازدهار ،تحت راية حضرة صاحب السمو أمير البلاد المفدى وسمو ولي عهده الأمين.