المقالات

حرية التعبير…والتناقضات

تستمر محاولات تشويه الإسلام في أنحاء العالم، وآخرها حرق القرآن الكريم بدون رادع أو تردد ،بحجة ان ذلك من منطلقات حرية التعبير، وهو بلا شك بعيد كل البعد عن ذلك لما يمثله من خرق واضح لأصول ومعاني التعايش التي يتغنون بها هؤلاء المتناقضون فكراً وعملاً، في محاولة لتأجيج العالم الإسلامي وكعادتهم التي دأبوا بها، الا ان ذلك لا يزيد المسلمين الا رفعة وقوة في التمسك بهذا الدين العظيم وكتابه المبين الذي هو حياة لكل مسلم ولكل مؤمن يؤمن ايماناً حقيقياً يشكل ذلك الحصن المتين والإيمان المبين بذلك الدين العظيم وما يحمله من معان وأصول.
فكما يدعون بعدم المساس بأفكارهم الضالة والهدامة من مثلية وحريات وغيرها، يهمون بخرق تلك المسلمات بلا توقف تحت نفس الذريعة التي يتهمون بها الاسوياء لا سيما المسلمين الذين يحملون في طيات الدين كل معاني التسامي والفطرة السليمة، والأفكار البناءة المبينة التي تعين الانسان وتقويه، وتعطيه من كل ألوان التعاملات والفضائل والأخلاق، وتلك الفطرة التي فطر الله الناس عليها منذ الأزل، الا ان تلك الأبواق لا يهدأ لها بال الا اذا حاربت من يقف ضدها وتستمر في استفزازه وهذا ليس بغريب عليهم وعلى تاريخهم المسجل في عصور التاريخ، فدائماً هي الحقيقة لا بديل لها من مسلمات وخطوط عريضة لا تُبدل ولا تُغير ،فمن وافقها فهو على خير، ومن عارضها فهو الخاسر والضائع بلا وجهة ولا استقرار نفسي واعتقادي يُكمل به حياته كما ينبغي.
كتاب الله العزيز، محفوظ منذ أن أنزله على حبيبنا ونبينا عليه أفضل الصلاة والتسليم، فكثيرة هي محاولات التحريف والنيل منه منذ القدم، الا انه محفوظ بحفظ الرحمٰن على الدوام ،وما تزيد تلك الأعمال والمحاولات الا اصراراً وقوة للتمسك بأواصر الدين وكشف زيف ومعتقدات كل من يحارب كتاب الله سواء كان لفظياً أو فعلياً أم حسياً.
تستمر الدول الغربية ومن هي في شاكلتها، ببث تلك السموم من أفعال ومعتقدات منها دخيلة ومنها قديمة، ولن يهدأ لهم بال الا أن تتبع الأمم ملتهم وهذا من أحلام اليقظة التي يحلمون بها، متناسين قوة الإسلام والمسلمين وعظمة هذا الدين في النفوس ومدى ارتباطه بكل شؤون الحياة، التي هم بأفعالهم هذه يزيدون من التمسك والالتفاف نحو العقيدة غير أبهين بأن تلك المحاولات الفاشلة والبائسة هي طريق رجعة وتزيد من انتشار الإسلام وعظمة القرآن الكريم منهج حياة كل مسلم على هذه الأرض.
على الدول الاسلامية تسجيل مواقف نحو معنى حرية التعبير، واحترام الأديان كما يزعم الغرب واعوانه، الذين هم بعيدون كل البعد عن تلك المسلمات التي تتطلب منهم اعادة صياغة ما يسبحون به من وحل التناقض والأعمال الرجعية، والمخالفات الفطرية والاجتماعية والثقافية، التي تذكر الانسان بالجاهلية الأولى التي يسودها تلاطم الافكار وغرابة المعتقدات التي لا أصل ولا معنى لها اطلاقاً.
حفظ الله الإسلام والمسلمين، وجنبنا الفتن وشرور الاشرار وكيد الفجار، انه ولي ذلك والقادر عليه.

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى