ساعة كاملة، قضيتها بين يدي طبيب الاسنان الماهر د. احمد ابو غالي في عيادته الأنيقة بالجابرية، بعد ان عانيت خلال ليال عدة من آلام لا تحتمل، وقديماً قالوا عن أصعب الأمور في الحياة «هم العرس ووجع الضرس».
ساعة كاملة، والدكتور ابو غالي «يفحت» في اسناني، وانتهى الأمر بقلع ضرس العقل، الذي كان سبب كل تلك الآلام، وشعرت بعدها بالراحة، فلن اعاني بعد اليوم من متاعب العقل، ولن ادفع من راحة بالي وهدوء اعصابي الثمن الذي يدفعه اصحاب العقول في هذا العالم الغبي الاحمق، فما دام العقل فقد احترامه في هذه الامة، وصار منبوذاً ومكروها فالأولى التخلص منه وتجنبه ما أمكن ذلك، وقديما قال العارفون ببواطن الامور «ابعد عن العقل… وغني له».
اما المكسب الكبير الذي خرجت به من عند الدكتور ابو غالي فهو اني حققت ما عجز عنه مئات الملايين من العرب في هذه الأمة، حيث لا يجرؤ «ابن مرة» فيهم ان يفتح فمه اما انا فقد فتحت فمي عالآخر، ولمدة ساعة كاملة.
وان كان احد منكم يشك في صحة كلامي فليسأل الدكتور احمد، وان احتاج الامر فبالأمكان الاستعانة بكاميرات العيادة التي عولجت فيها ،وستعرفون كم كنت محظوظا لأني كسرت قواعد الخنوع في هذه الزنزانة التي تسمى وطنا عربيا، وركلت كل قواعد الممنوع، ودهست كل الأسلاك الشائكة التي احاطوا بها افواهنا، وتحديت كل كلاب الحراسة التي تراقب همساتنا وتحصي علينا أنفاسنا.
شكراً يا دكتور احمد ابو غالي، شكراً ايها الفلسطيني النبيل لأنك أعدت لي ثقتي بالحرية.