المقالات

منصات الفتنة والشائعات

مع شديد الأسف أن منصات وتطبيقات في مواقع التواصل الاجتماعي تحولت من وسائل للتعارف والترفيه إلى مصدر اساسي لنشر الفتنة والشائعات والأخبار غير الصحيحة ،والتي تقصد الإساءة والتطاول والتجريح والتحريض على النظام ، وأصبح الاهتمام لدى الشارع يرجع إلى ما يتم تداوله من «هاشتاقات» و«تغريدات» ومشاركات نشطة ومبرمجة من جيوش وشبكات منظمة وذباب الالكتروني لا يهدأ مع كل حدث وظرف ومناسبة بتوجيهات وتعليمات تضغط وتقود الرأي العام إلى منزلق ومنحى خطير في الشك والتخوين.
والبعض يتهم أعضاء مجلس الأمة وكذلك بعض الوزراء السابقين وبعض الحاليين المستقيلين ،وأصحاب المصالح والمقاولات والشركات هم أحد الأسباب وراء ما نحن فيه من تدهور وحالة من الفوضى والشائعات والثقافة الجديدة التي لجأوا من خلالها إلى منصات التواصل الاجتماعي في التصفية ونشر الشائعات والإساءة والتحريض ،بدل التواصل والتحلي بروح الديمقراطية واستخدام الوسائل القانونية المتاحة والتعاون مع وسائل الاعلام المحلية، فهم أعطوا لمثل هذه المنصات الالكترونية الشرعية والسبق في تداول الأخبار والبيانات والتصريحات والملفات السرية والمواقف، وكذلك من جانب أخر أيضا حتى الممارسات التشريعية التي لم تنظم وتجرم العملية وحسب وإنما اضافت الاهتمام البالغ بمثل هذه المنصاتومواقع التواصل الاجتماعي.
فأعضاء مجلس الأمة اليوم وكذلك بعض القيادات والوزراء وهؤلاء نهتم بما يطرحون ويبدون ،من دون خجل يلجؤون إلى منصات وموقع التواصل الاجتماعي للتعبير والمشاركة عن أفكارهم وآرائهم ومقترحاتهم بدلا من الاجتماعات الرسمية في قاعات لا نعلم ما يدور فيها دون نتائج تذكر ،أو الحرص على الحضور إلى قاعة عبدالله السالم والجلسات أو من خلال العمل في اللجان البرلمانية، وكأن العضوية والحصانة البرلمانية وكذلك المسمى هو الصفة واللقب للإضافة في السيرة الذاتية لا حساب في «تويتر» لا أكثر من ذلك.
وهذا ما ينبغي الوقوف عنده ،فاذا كانت هذه هي عقلية المستخدم المسؤول والمشرع في التفاعل بمنصات التواصل الاجتماعي بصورة خاطئة ،وهي ما نراها في العالم الافتراضي من مشاركات و»تغريدات» فكيف هناك رغبة في التغيير والإصلاح في العالم الذي نعيش فيه؟
لا نلوم الحالة التي وضعوا الناس فيها إلا أن المواقف متباينة ،وما يشارك في منصات ومواقع التواصل الاجتماعي لا يعكس واقعا ، ولا نستطيع أن نحكم على الأمور في مثل هذه المعادلات غير الواضحة النتائج بهذه الصورة الفاضحة، وما يتداول من شائعات لا يمكن أن تكون المفاتيح التي ستحل كل المواضيع والملفات والقضايا أو نقول هي في الطريق الذي سيضيء الجوانب المفقودة وتكشف الألغاز والحلول وتلبي الطموحات والانجازات، فهناك قنوات رسمية وإجراءات قانونية ولدينا قضاء نزيه ، هذه الحسابات الوهمية ومن يديرها من مختلف مواقعه ،هي من يقود الشارع إلى الفوضى التي تعرقل ولا تضيف سوى الهموم والضيق .

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى