المقالات

بسمات الطفل السوري كرم

طلعنا وبشتغل خدامة عندك.. بتلك الأستغاثة القاسية لمن يملك القيم الأنسانية التي غابت عن الحياة نادت الطفلة السورية الاء وهي تحمي جسد ورأس أخيها أحمد الصغير لأحد أعضاء فرق الأنقاذ وهو يكتشف وجودها حية تحت الأنقاض الذي بقيت تحته حامية رأس أخيها لمدة سبعة عشر ساعة متواصلة دون أن تنام أو تغفو لينام أخوها أحمد وهو يشعر رغم المأساة بأن أختة الاء بجانبه تحرسة ،ولم يعلم الصغيران أن ملائكة السماء هي من كانت تحرسهما ليقدما لنا أحد أروع معاني التضحية التي ضربها أطفال وأبناء سوريا لنا في الكارثة التي هزت القيم الأنسانية للدول التي لم تعلم أن للعقوبات آثارا دمرت سوريا وجعلت حتى فرق الأنقاذ لا تصل اليها بسبب قرارات الأمم المتحدة التي لم تستطع حتى أن توقفها تلك هي الأنسانية التي نحاربها أن يكون القاضي حاكما غير عادل بين شقيقين وقع عليهما نفس المصيبة ،فيقوم بالرأفة بالشقيق الأكبر ذي النفوذ  بينما يستمر في عقاب الشقيق الأصغر المغلوب على أمره ولأنه الأضعف ،تلك العدالة التي تميز بالانسانية عدالة غير حقيقية تحكمها القضايا السياسية والمواقف الدولية فالقضية التي أصابت أقليم بين دولتين أدت الى حدوث كارثة أنسانية طبيعية مع تقدم علوم الجيولوجيا التي تبرع فيها الجمهورية التركية تجعلني أستغرب من عدم علم الدولة التركية بقرب حدوث زلزال يطال الأراضي الدودية بين البلدين بل أني أستغرب أن الدولة التركية لم تبلغ حتى مواطنيها بقرب الاهتزازات الأرضية مع وجود عدد من اللاجئين السوريين يقارب تعدادهم من الربع مليون نازح سوري فرضت عليهم ظروف بلادهم اللجوء الى تلك المنطقة الأمنة من الحروب لتكون الزلازل لهم متتبع في مستقر أمانهم ممن هربوا منهم؟ قصص أنسانية عجيبة ومواعظ يجب أن يتعض بها الأنسان ترويها لنا حكايات الناجين من الزلزال الذي هبت دولة الكويت عن بكرة أبيها قيادة وحكومة وشعبا لأغاثه الشعوب المنكوبة والتي كان الدمار العظيم من نصيب سوريا لضعف الأمكانات التكنولوجية ووجود العقوبات الدولية التي تسببت في موت الآمنين ،ووفق تصريح الدفاع المدني السوري عن عدد ضحايا الزلزال لأكثر من 2037 شخصا ومع أن حصيلة الجمهورية التركية أكبر حيث بلغت 12391 وعدد المصابين وصل إلى 62914 كما ذكرت وكالة ﺃنباء روسيا اليوم فأن ما جرى كارثة طبيعية تعلمنا بأن للحياة قيمة وعظمة تتمثل بخالقها ومسيرها يجب أن لا ننساه وهو الذي جعل من أنفس البشر التي أصاب مناطقها الزلزال تضرب أروع الأمثلة عن القيم الأنسانية العظيمة من التضحية التي ضربها الأنسان وتجسدت في فداء الأخوان وهي مستمرة الى الأن ،أن جهود الأنقاذ المستمرة في جعلنا نرى قصص كانت أحداها قصة الطفل كرم الذي بقى تحت الأنقاض في محافظة ريف إدلب شمال سوريا حتى أنقذوة وهو يداعب مسعفيه الذين منحوة فرصة الخروج من تلك المصيبة بأذن الله وهو يضحك للحياة ولا أعلم هل كانت ضحكاتة وعفويتة رسالة بأن أطفال سوريا أقوياء ويستطيعون التكيف مع الحياة أم خرج ليعلن لنا أن الحياة لا تسوى أن تضيع منا ونحن ضعفاء قصص تحكى على وجوهة الناجين من الزلزال الذي دمر معاني الحياء وحول بقع كانت تدب بها الحياة وملاعب تلعب بها الأطفال الى ركام بنايات كانت تأويهم من قسوة الحياة أعانهم الله على ما أصابهم حتى اصابهم ولا راد لقضاء الله لكن لليوم أستغرب كيف لتركيا المتقدمة تكنولوجيا ودول أخرى حولها تملك مراصد للزلازل تصل الى اليابان والتي بالمناسبة تستطيع رصد الزلازل حول العالم لم ترصد هذا الزلزال المحير بالنسبة للعارفين بعلم جيولوجيا الزلازل ،مدمرا مائة كيلو بين البلدين ضاربا لنا معاني قوة الطبيعة التي هي قوة الله التي يريد أن يراها عباده ،وما جرى ألا دروس في معرفة الحياة وكيف أن الأنسان ما هو الأ مخلوق في هذا الكون العظيم وعلينا أن نتعظ فالموعظة لنا اليوم جاءت بضحايا أشقاء لنا في العروبة والدين والأنسانية ومساعدتنا لهم واجب وضرورة حتى نرمم ما تكسر في الصورة الإنسانية  التي أصبحت بعد اليوم تعاني من وضوح المشهد السياسي الذي طغى على أحداث الكارثة الأنسانية ،وقد هبت بلدنا لتضرب بها أروع الأمثلة بفرق الأنقاض التي غادرت من أوائل الفرق والبذل والعطاء لمن أصابهم الدمار والزلزال الذي بات اليوم درسا لنا في الأنسانية ،فما أعظم الله وما أضعف الأنسان رغم تجبره وطغيانه.

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى