المقالات

الكويت والعراق.. وذكرى الغزو الغاشم

مع انطلاقة احتفالات دولة الكويت بمناسباتها الوطنية التاريخية وأيامها المجيدة والمتمثلة بالطبع بيومي «الاستقلال والتحرير» من الغـزو العراقي الغاشـم، وما تحمله هذه الذكرى الغالية للغـاية «الاستقلال والتحرير» على قلوب الكويتيين الحقيقيين جميعاً، نصطدم وكالعادة في كل عام بمجرد حلول فبراير المجيد بمن نقوى على تصنيفهم بـالمندسين في قلب هذا الوطن، وهم ي يتظاهرون بأنهم وطنيون ، خصوصاً حينما نتابعهم ونشاهدهم على شاكلتهم الحقيقية شاكلتهم المقيتة والمتمثلة بالدعوة إلى التقارب العراقي، كونهم يرون ما حدث من قتل وترويع وغزو للوطن وشعبه أمراً هيناً بسيطاً يطوى بين صفحات الزمن والحقب المتوالية منذ الثمانينات.
الأمثلة في هذا الشأن لا حصر لها وكأن الديرة لم تؤثر في مثل هؤلاء أو لم ترب فيهم وطنياً جسوراً غيوراً على أرضه وعرضه ووطنه، منهم على سبيل المثال لا الحصر الذين كانوا سبباً في فتح الحدود على مصراعيها بذريعة الدعوة أو «الفزعة» لدعم وتشجيع منتخب الكويت الوطني على الأراضي العراقية بمناسبة مشاركته في خليجي 25 الذي استضافته مدينة البصرة الجنوبية، وما تبع ذلك من مدح وإشادة من قبل الذين عبروا تلك الحدود بحجة دعم الأزرق بكرم العراقيين وسخائهم وعدم تقصير أصحاب الضيافة بحق الكويتيين عابري الحدود للدعم والمؤازرة وكأنهم فقـراء «مشفح».
قطعياَ ومن بين هؤلاء الخونة المنادين لهذا التقارب عن طريق كأس الخليج كذريعة من يطلقون على أنفسهم لقب «إعلاميون»، وإن كنت أتمنى من السادة المسؤولين في وزارة الإعلام تحديد وتصنيف من هو الإعلامي والكاتب والصحافي والمصور.. والمراسل إلخ، بعد أن سئمنا هذه التصرفات غير المسؤولة من هؤلاء، بل أن البعض منهم أسهب في الحديث وللأسف الشديد عن شجاعة المقبور صدام حسين كونه لم يهب حبل المشنقة في 2006.
وأنا أذكر هؤلاء الخونة مدعي الوطنية بأن الشجاع لا يغدر، الشجاع يموت ويرحل تاركاً إرثاً للتاريخ وللعالم على غرار الشهيد الشيخ فهد الأحمد حاملاً سلاحه متيقناً بأن الموت سيدركه حتماً أمام الجيش العراقي المحاصر لقصر دسمان، هذا هو الشجاع مو من حفرة يجر، أما شجعان حبل المشنقة فكثير منهم كان يبتسم وما تحرك، وقضاياهم كانت قتل وهتك عرض اطفال إذاً وينها الشجاعة اللي تعرفها عشان تقول إن صدام شجاع..؟
رسالتي إلى السادة في وزارة الإعلام أيضاً: أذكركم بأن هناك أجيالاً متلاحقة في الكويت لم تدرك من الأساس فترة الغزو العراقي الغاشم، ولم تقف على الحقيقة كاملةً وما يذكره التاريخ من فداء وتضحية الشعب الكويتي الحقيقي وعلى رأسه بالطبع شهداؤنا وقيادتنا السياسية الحكيمة وأسرة آل الصباح الكرام،
أين برامجكم التوعوية لهذه الأجيال..؟ ادركوهم عبر التوعية والتثقيف ولا تتركوهم لأشباه الإعلاميين يدنسوا ويلوثوا أفكارهم خصوصاً عندما يتابعون الخونة يستذكرون شجاعة صدام ويدعون للتقارب والتفاهم والاندماج العراقي «كفانا عبثاً» فجميعنا شركاء في المسؤولية أمام الله ثم الوطن.

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى