المقالات

النواب الأفاضل.. مجهركم معتم

أتحفنا بعض الأعضاء بآرائهم ومقترحاتهم ومطالباتهم الحلمنتيشية بالأولويات التي يرونها من وجهة نظرهم وبعض المقربين بأنها ذات أهمية قصوى للشعب وبأنها أي هذه المطالبات في حال موافقة الحكومة عليها وإقرارها ستكون بالنسبة لبعض الأعضاء كالوتد الضامن لوجودهم وديمومتهم تحت قبة البرلمان لسنوات بل لعقود قادمة ، وللأسف الشديد لم نسمع أو نقرأ من يطالب أو يفكر ولو مجرد تفكير بأمور إجتماعية أُخرى لاتقل اهمية عن الجانب المادي أو الأقتصادي للأسرة .نعم لاشك بأن الجانب الإقتصادي للأُسرة مهم جداً وتحسين أوضاع الدخل ورفع المستوى الإقتصادي للأُسرة بادرة جميلة إن لم تكن مستحقة خصوصاً مع ارتفاع حالة التضخم والارتفاع المصطنع للأسعار من قبل بعض المصدرين والموردين ،ولكن نُذَكِّر أيضاً الاْخوة المشرعين نوابنا الأفاضل بأن هناك قضايا لاتَقل أهمية وأهمية بالغة وحساسة إن لم تكن أكثر من الجانب الأقتصادي للأسرة فعلى سبيل المثال لا الحصر مشاكل الطلاق والتفكك الأسري وتأثيرة السلبي على أفراد الأسرتين الزوج والزوجة وأبناءهم إن كان هناك أبناء ودراسة الأسباب والتبعات الناتجة ووضع الحلول وكذلك من الجانب الآخر والذي لا يقل أهمية هو العزوف عن الزواج من قبل الشباب ونتمنى الإلتفات أيضاً لهذه المعضلة والتي ستنعكس نتائجها على المدى الطويل بالسلب على المجتمع ، وأيضاً مشاكل المخدرات والدمار الحاصل من ضياع أسر وشتات أبناء وضغط على المنظومة الأمنية والمجتمع ككل والأجدر دراستها وأسبابها وآثارها وانعكاساتها على المجتمع ووضع الحلول والاقتراحات المناسبة لحلحلتها ومشاكل المرور وحرب الشوارع وحالات الوفيات المرتفعة والاعاقات والتي من أسبابها عدم إحترام قانون المرور وقبلهم ثقافة وأخلاق قائدي المركبات والتهاون بتطبيق القانون الرادع لهذه السلوكيات وكذلك التركيبة السكانية والأمن المجتمعي فنحن أمام معضلة كبيرة من خلال احتكاك أبناءنا وبناتنا بثقافات غريبة ودخيلة على مجتمعنا وبدأت تؤثر على سلوكيات وعادات البعض فمنذ متى عَرَف المجتمع الكويتي السلوك الشاذ من إعتداء على الأطفال أو القتل لأجل المال أو حالات الإنتحار وغيرها من السلوكيات المستوردة من قبل بعض الجاليات ، ومنذ متى يلجأ الكويتي لطريق المخافر والشكاوي والمحاكم ليشكي جاره أو قريبه !! أليست هذه من الثقافات المستوردة !؟ وكذلك سوء سلوك البعض من الأبناء والبنات والتنمر و إزدراء الأخرين المنتشر وبشكل ملحوظ وغريب وبازدياد في وسائل التواصل المختلفة وفي المدارس والتنابز فيما بينهم ناهيك عن التجسس والفتنة ودمار النفوس والإستغلال السئ والسلبي لوسائل التواصل بسبب ضعف الجرعة التربوية للنشء سواءً من جانب الأسرة أو من جانب المؤسسات التربوية التعليمية أو من خلال إحتكاكهم مع من أتى بهذه الثقافات لينشرها بالمجتمع الكويتي المتحاب المتآلف لينال مبتغاه ويتمكن من خلال مقولة فرِّق تسُد فالمغترب عن بلده وأهله هدفه المال والكسب ولو على حساب تمزيق وتفريق أبناء المجتمع ، أضف لذلك حرمان الأطفال وأيضاً الشباب من وسائل الترفيه وتفريغ طاقاتهم بالشكل الإيجابي الهادف والبناء وتحت إشراف مختصين وعدم قيام مؤسسات المجتمع المدني بأدوارها وواجباتها المناطة بها تجاه المجتمع من تنظيم ونشر الوعي في مقابل الدعوم التي تتلقاها من الدولة أما مسألة التوجيه المستقصد والمتعمد وإقتصار أماكن الترفيه وألعاب الأطفال وحقهم باللعب على المجمعات أمر في غاية الخطورة فمجتمع الطفل وبراءته وفطرته يختلف عن مجتمع المراهقين أو الكبار فكم من حالات إعتداء لفظي أو بدني حدثت أمام أعينهم ومسامعهم مما يُرسِّخ فيهم أساليب العنف والعدوانية وتُسلب طفولتهم وبراءتهم بهكذا سلوكيات ، ولن ننسى نوابنا الأفاضل بتذكيركم بأهمية وأولوية الجانب الصحي للمجتمع فأين خططكم وتشريعاتكم لإنقاذ أبناءنا من فرط السمنة المنتشرة بين أوساط الصغار والمراهقين وبأعداد ونسب مخيفة ومقلقة الأمر الذي يُثقل كاهل الطاقم الطبي والخدمات الطبية التي تقدمها وزارة الصحة وتعود كلها لأسباب ثقافة المجتمع الغذائية وإفتقارها إلى الوعي والإدراك وهذا ما يجب أن تتضافر الجهود لأجله ووضع الحلول ، نوابنا الأفاضل .. المجهر مُعتم فهموم المجتمع وقضاياه ليست مادية بحته كما يصورها لكم البعض وإن كانت ذات أهمية ولكن ما ذكرناه من هموم وقضايا لا تقل أهمية أيضاً، فماذا ستعوضني الماده أو يفيدني المال وكنوز الدنيا عندما أرى أسرة أحد أبنائي تنهار ويتشتت أحفادي !؟ وماذا ينفعني مال قارون عندما أُفجع بخبر وفاة أحد أبنائي أو أقربائي لا قدر الله أو إعاقة دائمه ومقعده بسبب متهور بقيادة مركبته أو قائد لا يعير ولا يحترم ولا يتقيد بقوانين المرور لأنها هشة وغير رادعة ! وماذا ستجني لي الأموال إذا انجرف إبني مع سيول وأمواج المخدرات المنتشرة بهذا الشكل المخيف المزعج والجرئ من قبل بعض أنصار إبليس الذين لا يردعهم ضمير ولادين ولا أخلاق لأجل حفنة دراهم والتكسب المادي ، وهل يصلح المال علاقتي مع جاري وإخوتي بعد ثقافة المحاكم والشكاوي المستوردة وللأسف والتي أساساً لم يكن لها وجود بيننا كمواطنين وإن كانت فبنسبة تكاد لا تُذكر قبل الإخلال بالتركيبة السكانية ودخول بعض الثقافات وجلب هذه العادات معهم لأجل المال فقط وفرض عاداتهم وثقافاتهم المادية وحبهم الأعمي لفتات هذه الدنيا وحطيمها فلا مانع من تدمير الأسر والمجتمع لأجل يستفيد زيدٌ وعمرو، لا ينفعني المال عندما تتدمر نفسية أبنائي من تنمر أو ازدراء أو إعتداء ودخولهم بحالات نفسية بسبب أساليب التنمر والإزدراء المنتشرة وبشكل ملفت دون وضع حلول أو حدود لها ، هل المال والمادة سيوفران مقاعد دراسية لأبنائي في جامعاتي أو سأكتفي بزيادة دخلي ويعاني أبنائي وتعاني أسرتي غربة أحد أبناءها أو بناتها لأجل تحصيلهم العلمي لأن نوابي الأفاضل لم يكترثوا أو يعملوا جادين لوضع الحلول لإستيعاب أعداد خريجي الثانوية العامة من أبنائنا بل عملوا على المطالبة بزيادة دخل الأسرة وجدّوا واجتهدوا !! نوابنا الأفاضل .. مجهركم شديد العتمة للأسف أصبحنا أغراب في وطننا 1 مقابل 4 كل مواطن يقابله 4 وافدين فمليون و400 الف مواطن مقابل أربعة ملايين و500 الف وافد ، فَمِن الأولى ومن باب مسؤولياتكم أمن المجتمع وأمانه وتعديل خلل الميزان قبل فوات الأوان .
حفظ الله الكويت وأميرها وشعبها من كل مكروه.

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى