المقالات

قطار الإصلاح

لا يمكن فك الارتباط بين الخطاب التأريخي السامي في 22 يونيو الفائت ونتائج مخرجات العملية الانتخابية التي اسعدت الامة وأخرجت لنا نخبا شبابية واعدة عكست الإرادة السامية بهدف تصحيح المسار وحسن الاختيار، اثر الكلمة التأريخية المتلفزة التي تفضل بها سمو ولي العهد الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح بالإنابة عن أمير البلاد الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح ،والتي حل بها سموه مجلس الأمة الفائت ودعا لانعقاد انتخابات جديدة وفق الدستور بهدف الدفع بمخرجات نيابية تدعم التعاون بين السلطتين لتعزيز مكانة الكويت عربيا ودوليا.
الخطاب التاريخي في حقيقته وفي معانيه عبارة عن ثورة إصلاحية على عموم اشكال الفساد ،ويعتبر منعطفا تاريخيا انعكس مباشرة وإيجابا على الوعي الجمعي للناخب لمعالجة كافة أوجه الملفات واهمها ملف الفساد والتجاوزعلى المال العام، فيما تجدرالإشارة هنا إلى أن هذا الوعي العام والتي أتت نتائجة تعكس الإرادة السامية هو الدافع المجتمعي في تنمية الامة ،وهو الذي يعمل بصورة مباشرة على إزالة العقبات التي تقف أمام التنمية المستدامة لذلك.
وقامت الحكومة بترجمه الخطاب السامي لخطوات عملية اصلاحية جذرية استهدفت بها تغيير نهج السلطتين ومعالجة سلبيات الماضي ،والانطلاق بكويت حديثة وتوسيع القاعدة الانتخابية وضم المدن الجديدة والتصويت بالبطاقة المدنية ومحاربة الظواهر السلبية المصاحبة للعملية الانتخابية ،مثل شراء الأصوات ودخول النواب السابقين للوزارات بهدف التأثيرعلى الناخبين وتخليص المعاملات .. كما أمر بفتح أبواب المسؤولين لعموم المواطنين وتحسين ادائهم وقيام سمو رئيس الوزراء الشيخ احمد النواف بجولات ميدانية ماراثونية تفقدية لتعزيز دور المواطن والإصلاح الإداري.
وحتما أن هذا النهج الحكومي يدفع بالإصلاحات التي من شأنها تعزيز مكانة الكويت السياسية بين الشعوب وتحقق المصلحة العليا للبلاد بهذا الصدد ،اذ جاءت تلك القرارات عندما لم « نلتمس أية إنجازات من كل من الحكومة والبرلمان « كما اكد سموه ،فهذا الوعي والتحرك الحكومي الإصلاحي من اهم الركائز الأساسية للتقدم والنهضة وتعزيز دور المواطنه ،فيما خلاف هذا الوعي والنهج الاصلاحي سيؤدي الى الانهيار وتأكل هياكل الدولة المختلفة فالوعي الجمعي لا يمكن فصله عن الوعي الفردي الذاتي وهذه القيمة الحقيقية لأي مجتمع في العالم، فيما على أجهزة الدولة ورجالها مواصلة الدفع بنشر الوعي وتعزيز الإصلاح في مختلف مؤسسات الدولة واهمها التعليم والإعلام وبرامج التواصل الاجتماعي ووضوح الخطاب الرسمي ومواكبته بألية عمل وخطوات عملية لمواجهة نفوذ وادوات الفساد.
تفاؤل عارم تعيشه البلاد بعد اعلان النتائج ووصول الكثير من الاسماء المشهود لها بالنزاهة والتي أئتمنتها الامة واختارتها بعناية استجابتها للخطاب السامي بهدف تصحيح المسار لتمثلها في البرلمان لمدة اربع سنوات ،شارك بها الناخبون لتحقيق أمن الامة وامانها الاقتصادي والحفاظ على المال العام وحمايته من الفساد والافساد أملا بوطن قادرعلى مواجهة التحديات وتعاون مثمر بين السلطتين التشريعية والسلطة التنفيذيه ،لينعكس على الحياة في عموم الكويت ..وشكرا لكل الجهود الاصلاحية التي قامت بها الدولة..واي تراجع عن مواصلة نهج الاصلاح يعني الانهيار لما تبقى من هياكل لمؤسسات الدولة .

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى