من وحي القلم
احتفلت البلاد بأعيادها الوطنية وأيامها السعيدة وتضحيات أبنائها بداية من ذكرى العيد الوطني للاستقلال وذكرى التحرير من براثن الغزو العراقي الغاشم .
لايمكن لاي شعب بالعالم أن يحتفل بأيامه الوطنية، وتغرس الوطنية في نفوس أبنائه دون أن تكون هناك تضحيات ودماء قدمت لأجل نهوض الوطن، ففي المحن والحروب تخلق الوطنية وتتعزز وتصبح نبراساً وهادياً للأجيال الحالية والمستقبلية للمحافظة على الوطن وبنائه والدفاع عنه.
الشعب الكويتي أثبت خلال العقود والسنوات الماضية صلابة منقطعة النظير وتكاتف للدفاع عن الوطن والتضحية من أجله وهو من أكثر شعوب دول الخليج الذي قدم الغالي والنفيس للمحافظة على بلدهم، فكان أوضح مثال شهداء الوطن خلال الغزو العراقي الغاشم والذين تجاوزوا 1250 شهيداً ذهبوا إلى جنات الخلد دفاعا عن أرضهم وقيادتهم، فسطروا أروع الأمثلة في حب الوطن والذود عنه في المحن والحروب.
لم تكن تضحيات الشعب الكويتي فقط خلال الغزو الغاشم ،بل سبقته حروب ومحن ومحاولات شتى للضغط على الوطن للتنازل عن سيادته ومبادئه ،فاصطدمت بالإرادة الصلبة للشعب، فتاريخ الوطن زاخر وحافل بالبطولات وكيف تصدى الكويتيون للعدوان الذي حاول ضرب البلد على مر الزمن من محاولات بائسة للي ذراع العزم الكويتي، فجاءت صلابة الشخصية الكويتية وقوتها ،وتجلت في مواقف وحروب الرقة والصريف والجهراء واعتداء الصامتة واختطاف الجابرية وتفجيرات المقاهي ومحاولة اغتيال أمير القلوب الشيخ جابر الاحمد طيب الله ثراه.
أعياد الكويت بالتحرير والاستقلال ذكريات أليمة وحزينة، وأيام جميلة وسعيدة لشكر المولى عز وجل وحمده على نعمه الكثيرة التي لا تعد ولا تحصى، وأيام يستذكر بها الشعب الكويتي التضحيات والدماء الزكية التي قدمها شهداء الوطن للدفاع عن وطن النهار، وليست أياماً لمسيرات بلا طعم ولا لون لمراهقين وأطفال أقصى طموحهم رش العوائل وكبار السن بالماء والصابون وتدمير المرافق العامة للدولة وتخريبها.
فالمجد للوطن … وعاش بلد النهار .