قد تكون هذه البلد في مرحلة سابقة غير معروفة لكثير من الناس، لكنها حظيت باهتمام بعدما احتضنت لسنوات محادثات السلام السورية «أستانا» قبل أن يتغير اسم العاصمة إلى «نور سلطان»، هذه البلد التي نالت استقلالها عن الاتحاد السوفيتي عام 1991، لكن المراقبين لهذا الملف يجمعون على أن الرئيس السابق نزارباييف لايزال يدير دفة الحكم من الخلف. ووظف الثروة النفطية الهائلة لبناء عاصمة جديدة، أستانا، بدل ألماتي، أكبر مدن البلاد، وأطلق عليها لاحقاً اسم نور سلطان تكريماً له، كما تضم هذه البلد مركز قاعدة «بايكونور» الفضائية التي استأجرتها روسيا، والتي لا تزال أكبر منصة إطلاق في العالم بعد حوالى 60 عاماً من انطلاق رائد الفضاء السوفيتي يوري غاغارين منها ليصبح أول رجل في الفضاء، ولم تدخل كازاخستان في شراكات مع الولايات المتحدة لوحدها بل نوعت تعاونها مع جهات مختلفة، فحتى تركيا المنافسة لروسيا في أكثر من منطقة بالعالم، لها وجود كبير فيها. وهذا، يساعد نور سلطان على الخروج من التبعية الروسية. «وإن كانت هذه الدولة تبدو أنها ضمن الحديقة الخلفية لروسيا، إلا أنها بدأت تخرج من النفوذ الروسي باتجاه الولايات المتحدة، وباتجاه تركيا أيضاً التي تعتبرها من العالم التركي.
فعلى الرغم من تحالفها الوطيد مع موسكو، تبقى علاقاتها مميزة مع الصين وأيضاً تستضيف استثمارات غربية أمريكية وأوروبية كبيرة جداً. لكنها لم تذهب بعيداً في تقاربها مع الغرب كما أوكرانيا أو جورجيا» حتى لا تغضب الحليف الروسي.
من هنا، إن ما يُحاك لآسيا الوسطى من المؤكد أنه خطير، لكن في حال التصعيد، الموقع الاستراتيجي لكازاخستان بين روسيا والصين، قد ينذر بحرب واسعة، لأن تدمير هاتين القوتين يبدو أنه تحول إلى هاجس أمريكي – غربي، فكل يوم نسمع بملف جديد يتعلق بهما، الأمر أكبر من احتجاجات، فإما السيطرة على اقتصاد العالم بكل ممراته ومعابره، وإما الفوضى والحروب ستبقى منتشرة في العالم، لكن نأمل أن يحقق الشعب الكازاخي مطالبه، وأن تنتهي الأمور بخير وسلام، الكرة الأرضية تعبت من أطماع البشر ومن الظلم والتوحش القائم في عالم لا يعرف إلا لغة النار على حساب أمن واستقرار الشعوب.