كثيرة هي الظواهر الكونية، من بزوغ الكواكب تارة إلى شهب ونيازك تارةً أُخرى، مرسلة علامات ربانية تدل على قدرة المبدع عزوجل، في إرسال آياته الكثيرة والتي لا تُحصى لأُولي الألباب الذين يتفكرون دائماً في ملكوت هذا الكون الفسيح والذي لا يزال الانسان، وسيستمر في الابحار فيه لعمقه ودقته التي لا يحصيها العقل البشري ولا القدرات المحدودة.
تلك العلامات وهي تحدث بين الفينة والأُخرى، تثير رغبة المختصين ومحبي الرصد في رؤية تلك الأجرام السماوية، التي تزيد من شغف الراصدين في البحث العلمي والدراسة، اضافة الى الأهم وهو الإيمان وزيادته في القلب بالتفكر والاسترسال في ملكوت الرحمٰن عز وجل، فتكون كالمحطات التي تزود الانسان بالقوة والبرهان لوجود الخالق في كل الأحيان، مهما بلغت الظروف ومصائب ومصاعب الحياة، فقدرت الخالق أكبر وهو المدبر والمصرف لجميع شؤون الانسان الصغيرة والكبيرة، دقيقة كانت أم شاسعة، كلها بيده تبارك وتعالى.
الكون الفسيح صفحة لا نهاية لها، يقرأ بها الانسان كلمات وحروفا من الابداع منقطع النظير، التي لا تحصيها مراجع ولا كتب، ولا دراسات لدقة تفاصيله التي مازال الانسان يكتشف منها القليل، والله أعلم بملكوته وعظمته التي لا تُقاس، فهذا هو صمام الأمان للمؤمن الموحد في تقوية ايمانه، في التفكر والتبحر في هذا الملكوت الكوني المبهر، الذي يعطي دلالات بأن هناك خالق عظيم لا يغادر صغيرة ولا كبيرة الا أحصاها سبحانه.
التفكر في ملكوت الله عزوجل، يُعد وقود الحياة للمضي فيها، كل ما تعطل السير بهذه الحياة الزائلة والفانية، أستمد قوته من وجود خالقه واستذكاره بعظم ما خلق وصنع، وأبدع وأعطى من مقومات وجمال هذه الحياة، ليسير المؤمن مطمئن البال صافي القلب يريد مرضاته والبعد عن غضبه في كل الأحوال التي يمر فيها.
هذا الكون الكبير، نُعد فيه ككوكب الأرض نقطة ماء في محيط عميق وكبير، لا نساوي شيئاً ولا وزناً مقابل ذلك، ما يستدعي بالانسان للتفكر وتصور مدى صغره وقلة حيله، التي لا تقوى الا بخالقه وعظمته وتقديراته، التي يقدرها بالخير في جميع الأحوال، ويستمد قوته منها فلا حياة خالية من المشاكل وصافية كصفاء الثلج، المتاعب والمصائب والمشكلات هي تحديات لقياس قدرة الانسان على اجتيازها وعبورها، بعد التوكل على الله ومن ثم بذل الأسباب والاجتهاد للمضي قدماً.
بشكل شبه يومي، نرى البحوث والأرصاد ونتابعها، معلنة قرب كوكب وظهور نجم للعيان، مما يزيد فضول الانسان لاكتشاف المزيد، وزيادة حصيلته العلمية وقبلها الايمانية في بناء متين لا يعتريه شك ولا ظن بخالق الأكوان المبدع المصور.
تباركت يا ربنا وتعاليت، فالخلق خلقك والأرض أرضك والكون كونك، فاحفظنا بحفظك وتقبل القليل وتجاوز عن الكثير، لا اله الا أنت سبحانك انا كنا من الظالمين.