في مقالة سابقة لي تحت عنوان «سمو الرئيس اعقلها وتوكل» طالبت من خلالها سمو الشيخ أحمد النواف بضرورة إلغاء الوكيل المحلي والأجهزة المتخلفة في الدولة والتوجه مباشرة للشركات العالمية لتطوير البلاد ،لأن الوقت ليس في صالحه ولأن الشعب ينتظر من رئيس الوزراء قرارات غير تقليدية تنتشل الوضع الراهن في البلاد.
تلك المناشدات يبدو أنها لقيت اذانا صاغية من خلال إعلان وزارة الأشغال عن طلب اجتماع الوزيرة مع 7 سفارات لدول كبرى للتعاقد المباشر مع افضل الشركات العالمية لإصلاح الطرق، وهو توجه ان صدق يؤكد بأن سمو الشيخ أحمد النواف يسير بالطريق الصحيح لانتشال وضع البلد المزري في الطرق والتخلص من نفوذ الشركات المحلية التي دمرت كل ماهو جميل في الدولة لأجل جمع المال على حساب الجودة والكفاءة والنزاهة.
لم تتوقف تلك الاخبار المفرحة عند هذا الحد ،بل اعلنت بعض الجهات الحكومية عن لقاءات مع ممثلين عن حكومة كوريا الجنوبية لادارة المطار ومحطة الزور والمساهمة في انشاء المدن الاسكانية الذكية ،وهي اخبار لاقت ترحيبا شعبيا منقطع النظير لأن تلك الحكومات وشركاتها العالمية لا يمكن لها أن تتنازل عن سمعتها الدولية وجودة اعمالها امام اي فساد ورشاوى في أي مكان تعمل به.
التوجهات جاءت من اعلى الهرم في الحكومة ،ولكن الخوف ان تكون تلك الأخبار الصحافية هدفها تهدئة الرأي العام وتخديره لأن المتنفذين المسيطرين على اجهزة الدولة والذين يملكون بطرق مباشرة وغير مباشر تلك الشركات الفاشلة التي دمرت التنمية في البلاد لن يسمحوا بتلك الخطوات والتي ستؤدي في النهاية الى توقفهم عن جني الأموال الطائلة من المال العام .
خطوات الاصلاح تحتاج الى قوة وعزيمة وصلابة لمواجهة الفاسدين لان المتضررين لهم أدواتهم الإعلامية الفاعلة والتي سوف تتحرك لضرب كل مسؤول إصلاحي ، مع ضرورة الانتباه إلى وجود نواب متحالفين مع متنفذين فاسدين ومستفيدين من سرقة المال العام، وبالتالي ستكون ردة الفعل قوية تجاه المصلحين لتشويه سمعتهم ،ولكن الشعب واع ويعرف المصلح من المفسد وستكون كلمته هي الفاصلة في دعم المصلحين وفضح ومحاربة الفاسدين.
الإصلاح ليس كلمات تردد في المحافل الإعلامية ،بل تحتاج الى عمل حقيقي وواقع لتصديقه دون الاكتفاء بالتصريحات الصحافية والتي لاتسمن ولا تغني من جوع ، فنية الإصلاح لابد أن تترجم إلى أفعال حتى تصدق تلك النية إن كانت صالحة او فاسدة.