بالتالي، إن المشتغلين بالقرآن الكريم وتفسيره كثيرون في الأمة العربية والإسلامية والحمد لله، وهم متفرقون في العالم، وإن من أبرز القراء المتقنين للقرآن وقراءاته في هذا العصر الشيخ عبد الفتاح القاضي، والقارئة أم السعد فقد كانا يدرسان القراءات العشر ويجيزان بها، وإن من أبرز علماء التفسير في العصر الحديث، الشيخ محمد الأمين الشنقيطي والشيخ الشعراوي، وكان للدكتورة، عائشة عبد الرحمن «بنت الشاطئ» إسهام في التفسير، وهذا يعني أن العلماء التي خصصت الوقت والجهد الكبيرين، قطعت الطريق على كل من يشكك في القرآن الكريم، فقد اهتم العلماء بعلم القراءات وفي مقدمتهم، الإمام الشاطبي وابن الجزري، منذ تلقيهم القراءات مشافهةً ثم التدوين والإسناد الصحيح، ولله الحمد أكرمين الله تبارك وتعالى، بأربعة علماء أجازوني في «القراءات العشر».
كما أن الاهتمام بالقراءات العشر، يفوّت الفرصة على كل مستشرق مشكك بالقرآن الكريم، أو غُلاة العلمانيين، وكذلك الملاحدة، لأن من يقرأ ولديه بصيرة ولو شيء بسيط في علم القراءات، سيرى القواعد والأسس العلمية، والتي على إثرها أقيمت جامعات متخصصة في كل مكان في العالم الإسلامي، من المملكة العربية السعودية إلى باكستان وصولاً إلى ماليزيا، وتركيا، وحتى الهند، إلى سوريا «دمشق»، وبالطبع مصر، ولا تزال الأبحاث والدراسات مستمرة في هذا العلم بغية الاستزادة من بحوره الواسعة، وهذا العلم دائم الاعتناء من طلبة العلم حول العالم، ووجود علماء كبار متخصصين فيه، إذ نجد مجلدات كثيرة تحدثت عن هذا العلم نظراً لأهميته، وما قمت به لا يتسع المقام لذكره لكنه يفتح نافدة على علم القراءات العشر، بحيث يصل إلى الناس بطريقة مبسطة والأهم يكون لديهم شغف للتوسع وفهم مآخذ ومدارك هذا العلم الجليل، وما هذا إلا فن واحد من فنون علوم القرآن الكريم الذي فيه مئات التصانيف المتخصصة.