المقالات

القراءات العشر القرآنية .. عشق القرآن الكبير «6-6»

وعلى سبيل المثال لا الحصر، لدينا الإمام الشاطبي، أبو اسحاق إبراهيم بن موسى بن محمد اللخمي الشاطبي، وتعود شهرته إلى منظومته «جرز الأماني ووجه التهاني» في القراءات السبع، جمع ناظمه ما تواتر عن القرّاء السبعة، ومتن الشاطبية ذلك النظم المدهش نجد الشاطبي لم يكتفِ بالقراءات فحسب، بل ضمن منظمته العديد من الفوائد النحوية واللغوية والإرشادات الوعظية، والإقتباسات الحديثة، الشاطبية قصيدة لاميه اختصرت كتاب «التيسير في القراءات السبع» للإمام أبي عمرو الداني المتوفى سنة «444هـ»، وقد لقيت إقبالاً منقطع النظير، ولا يزال حتى الآن هذا العمدة لمن يريد إتقان القراءات السبع، وظلت موضع اهتمام العلماء منذ أن نظمها الشاطبي رواية وأداءً، كذلك الإمام ابن الجزري، أبو الخير محمد بن محمد بن محمد بن علي بن يوسف «1350م»، شيخ شيوخ القرّاء الإمام الحافظ وسند المقرئين، صاحب التصانيف التي لم يسبق مثلها، بلغ الذروة في علوم التجويد وفنون القراءات، الذي اتجه إلى علوم القراءات فتلقاها عن جهابذة عصره، من علماء الشام ومصر والحجاز إفراداً وجمعاً بمضمن كتب كثيرة، كالشاطبية والتيسير والكافي والعنوان والإعلان والمستنير والتذكرة والتجريد وغيرها من أمهات الكتب وأصول المراجع.
ورغم الهجمة الممنهجة على الإسلام، إلا أن الإقبال كبير على نهل العلوم الإسلامية وهناك دول كثيرة حاضنة للعلماء المسلمين وفي مقدمتهم المملكة العربية السعودية وباكستان ونجدهم في أفريقيا ودول المغرب العربي وكل العالم الإسلامي، حتى في دولة الكويت، لدينا دور القرآن والمبرّات الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم وتجد فيها اهتمام بطلبة العلم وعلوم القرآن وطباعة كتبه المتخصصة، من خلال المكتبة الكويتية تحديداً ودور النشر الكويتية تزخر بهذا المجال تحديداً دون مبالغة.
من هنا، لم يلقَ كتاب في تاريخ الإنسانية ما لقيه القرآن الكريم من عناية واهتمام، إنه كتاب البشرية جمعاء على مر العصور، فالقراءات لم تكن إلا لغاية سامية، كـ كمال الإعجاز، وغاية الاختصار، وجمال الإيجاز. وبيان ذلك أن كل قراءة بمنزلة الآية، وتنوع اللفظ بكلمة واحدة تقوم مقام عدة آيات، قال تعالى: «إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون»، فهذا العلم بحر واسع يحتاج الوقت الكثير لسرد كل تفصيلٍ فيه، وحاولت جاهداً أن ألخص ما تيسّر لتعم الفائدة عموماً، على أن أتوسع مستقبلاً بشيءٍ من التفصيل، وأتمنى على علماء الأمة اليوم، القراءة اليوم بكل أنواع القراءات لتعم الفائدة، فمن يركز في كلام الله تبارك وتعالى سيحب القراءة بأي لهجة أو إمالة كانت، من باب إحياء تراثنا الجميل، فهذا الموروث تعب به الأقدمين، وواجبنا إحياء إرثهم في مساجدنا ومجالسنا من رد الجميل لما قاموا به من مجهود كان خير زاد لعباد المسلمين.

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى