المقالات

دور الاسرة في الرقابة وتربية

العالم في تطور مستمر وسريع يسابق الظروف والاوضاع ، ويصاحب هذا التطور ثورة ضخمة رقمية في العالم الالكتروني والافتراضي الذي يتشكل نصيب كبير منه في منصات وتطبيقات ومواقع التواصل الاجتماعي ، والتي تهدف من المفترض إلى التواصل والتقارب بين المسافات والأفكار والتواجهات ، إلا أنه تم تحويل ما سبق إلى أدوات ووسائل لبث الشائعات المغرضة والهدم والتخريب والارهاب في المجتمعات
و التربية ليست مجرد أكل وشرب وتوفير مسكن، وإنما تربية إخلاق وغرس القيم ومتابعة لسلوك الابناء وهذا ومع الاسف ما نفتده في هذا الوقت
والعالم ،وليس فقط محليا وذلك لتهديد الأنظمة والجماعات والأفراد ، فهناك تطبيقات وبرامج ومواقع لتواصل الاجتماعي يسهل على كل شخص استخدامها بصورة سيئة وهادمة ، في ظل غياب الإدراك وقلة الوعي والنضوج العقلي والأخلاقي , وافتقاد الإشراف والتوجيه من الأسرة.
بعض التطبيقات والبرامج والمواقع المشهورة في عالم وسائل التواصل يساء استخدامها بشكل مباشر، حيث تكون هناك محاكاة في الصوت والصورة بين الجنسين ،فتتطور الأمور إلى ابعد من مجرد محادثات وتبادل معلومات ،فتكون عملية جادة ومنظمة ومجاميع منها مغلقة ومنها مفتوحة للجميع ،تهدف إلى أمور أكبر من التواصل ،فتكون مجموعات متعددة الاهتمامات والميول وصولا إلى تغذية مجاميع أخرى تؤثر على الكثير من القرارات ،منها السياسية وأيضا الاقتصادية والخ .. وهذا الأمر ليس شيئا جديدا ، لكن في انتشار الأجهزة والهواتف الذكية في أيدي المراهقين بعيدًا عن المجاميع المدفوعة الأجر والمغرضين ،تكون هناك المؤشرات التي تتطور إلى اكتساب سلوكيات وعادات سيئة تتعقد إلى أمور شائكة بعيدة تصل إلى ليس فقط العلاقات الغير شرعية والمحرمة والتحريض على الفسق والفجور وإنما في إثارة الفوضى والشغب ونشر الإشاعات , والبحث عن طرق للانضمام إلى الفكر الضال ثم العنف وصولا إلى التأثر بما يدور حولنا من عمليات إرهابية منظمة تنتظر فقط من يقوم في القيام بها ويكون أحد «الذائب المنفردة « والتي تنتظر فقط الإشارة والمعلومة من منابع الإرهاب العالمي الذي يضرب العالم ليقدم نفسه ضحية وإرهابي في أنن واحد .
وفي ظل وجود إدارة الجرائم الالكترونية ودورها الكبير في رصد وإيقاف والحد من الكثير من المواقع والبرامج وأيضا المستخدمين ، إلا أن العمل لا يكمن إلا بتضافر الجهود وإشراف ورقابة الأسرة وخاصة على فئات المراهقين ، فكثير من الجرائم حدثت والسبب تراخي وتهاون أولياء الأمور في مراقبة ومتابعة أبنائهم.
لذا يبقى السؤال المهم :ماذا يتوجب على الأسرة فعله في هذا الوقت الدقيق والحساس في ظل عالم لا يهدأ؟
الإجابة من أحد الخبراء في موقع «سي ان ان» العربية وموضوع تحت عنوان «مخاطر مواقع التواصل الاجتماعي على المراهقين وكيف للآباء والأمهات التعامل معها» نلخص ذلك بأن على الأولياء الأمور التسجيل في شبكات التواصل التي يسجل فيها أبناؤهم المراهقون، وأن يتم متابعتهم والتحدث معهم, وإن كانوا يبدون منزعجين بعد استخدامهم لهواتفهم، فينبغي سؤالهم عن ذلك , فهناك نتيجة واحدة تشجع على القيام في ذلك ، وهي أن الأبناء ممن شارك أولياء أمورهم في مواقع وبرامج التواصل الاجتماعي، كانوا أقل انزعاجا , وأكثر دراية وعلما عما يفعله أبناؤهم ولكي لا يكون الوقت متأخرا كثيرا ..

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى