رسالة وصلتنا من إحدى المعلمات في وزارة التربية ،وهذه الرسالة ضمن الكثير من الرسائل التي توضح حالة من المعاناة التي عاشها أكثر المعلمين «الوافدين» وخاصة العالقين، العالقين الذي انهت وزارة التربية عقودهم بعدما صرح وزير التربية الاسبق بقرار السماح لهم بالسفر وضمان كافة حقوقهم في فترة فيروس «كورونا» المستجد إلا أن الموضوع انتهى بإنهاء عقودهم والتجديد لهم مرة أخرى لسداد الديون المترتبة أثر الرواتب التي صرفت وهم خارج الكويت ،ولم تنته الديون إلا وطبق وزير التربية الجديد عليهم سياسة الاحلال.. وهذه هي المعاناة المتجددة.
تقول المعلمة في رسالتها:
منذ سنة ونصف رجعت إلى دولة الكويت الحبيبة بعد ان مررت بأزمة العالقين وانا اعمل في وزارة التربية معلمة لغة عربية للمرحلة الثانوية، وقد مررت بأصعب سنة ونصف في عذاب نفسي ومادي ،فكنت على قوة الوزارة وتكبدت خسائر فادحة فشقتي بالكويت مغلقة وتراكمت الايجارات لمدة ستة شهور وقسط القرض تراكم لسنة كاملة ،وكنت اسدد من رواتب خمسة شهور نزلوا لي وانا في مصر نظرا لظروف كورونا وتباطؤ الوزارة في السماح لنا بالرجوع ادى لهذه الديون المتراكمة وعدم مزاولتنا العمل.
والحمدالله انفرجت الغمة ورجعنا العام الماضي وفوجئنا بعقود جديدة وإجراءات التجديد مضيفة على ذلك مديونة للوزارة التربية وطلب بسداد الرواتب التي نزلت لنا ونحن خارج البلاد، واصبحت المديونية تتعدي الـ«2000» دينار فتم الاتفاق على خصم «125» د.ك كل شهر من الراتب بالإضافة الى قسطين للبنك للسداد ولم يتبق لي الا ايجار الشقة التي اسكنها ،هذا على مدار السنة الماضية والسنة الحالية.
ما اضطرني للذهاب للبنك وعمل اعادة جدولة للقرض حتى اسدد مديونية الوزارة التي كان متبقيا منها «1650» د.ك وأصبح القسط الخاص بالبنك «210» د.ك كل شهر و بدأت أقف على قدمي وأحسن أوضاعي.
وقد فوجئت منذ ثلاثة أيام باسمي في كشوف الاحلال وكأنها صفعة ثانية بعد صفعة العالقين ،وكنت أظن أننا حالة خاصة انسانية يتم ارجاء التخلي عنهم لتحسين اوضاعنا وتعويض ما خسرنا وسداد ديوننا بسبب ازمة العالقين.
وان كان لابد من احلال اخواتنا الكويتيات فيتم على الاقل نقلنا الى مناطق اخرى يوجد بها نقص.
وارجو من الله الأخذ بعين الاعتبار أننا عانينا وما زلت اعاني من جراء الأزمة السابقة لأجد نفسي في مواجهة جديدة مع عناء سداد قيمة القرض التي تستوي ضعف نهاية مكافأتي فمن أين لي بسدادها؟ والله المستعان وعلى الله قصد السبيل.
رسائل المعلمين كثيرة ونعرضها لتصل للمسؤولين الذين يتعذرون عن العدول عن هذا القرار والوقف ضده التزاما بتطبيق سياسة الاحلال و»التكويت» على حساب معاناة المعلمين الوافدين وحساب العملية التعليمية وكذلك النقطة المهمة التي ينبغي الإشارة إليها وهي من سيسد نقص المعلمين في مراحل التعليم العام القادم…؟
الميدان التربوي بحاجة إلى معلمين لسد النقص وأصحاب خبرات وليس فقط تصريحات ونشرات وقرارات عشوائية غير مدروسة وليس من أولوياتها المصلحة العامة.
كلمة لا بد منها وهي ان التربية لم تطبق قرار «الاحلال» وإنما «الانحلال» في المدارس وجر الميدان التربوي إلى حالة من الفوضى والحلقة المفرغة والمصير المجهول..