إن المتأمل في واقع حركة التجارة العربية البينية يجدها لا تتجاوز 10% من إجمالي التجارة الخارجية العربية في أحسن الأحوال وهذا يطرح تساؤلاً منطقياً حول الأسباب المؤدية إلى ضعف التجارة العربية البينية رغم مايتمتع به وطننا العربي الكبير من ثروات طبيعية، ومالية، وموارد بشرية هائلة، أضف إلى ذلك الوحدة الجغرافية المترابطة والمركز الاستراتيجي الذي يربط بين الشرق والغرب، كل هذه المقومات يمكن أن تجعل من الوطن العربي قوة اقتصادية كبيرة تلعب دوراً مهماً في الاقتصاد العالمي.وللإجابة عن السؤال حول سبب ضعف التجارة العربية البينية ؟؟اولا – الـقـيـود غــير الجـمــركــية : تمثل هذه القيود معوق حقيقي يفوق في تأثيره المعوقات الأخري ومن هذه القيود:الــقــيـود الإداريــة :وهي تلك المتعلقة بإعادة التثمين الجمركي وكثرة المستندات غير الضرورية والتي تطلب مع البضاعة. وتتطلب إزالة مثل هذه القيود إعتماد قيمة الفاتورة في التثمين من خلال تطبيق القواعد التي وردت في منظمة التجارة العالمية بهذا الخصوص. ومن القيود الإدارية أيضاً مدة العبور .الــقــيــود الـفــنــيــة :وهي المتعلقة مثلاً بالمواصفات حيث يظهر لنا جلياً تعددية المواصفات بين الدول للمنتج الواحد وتضارب الاجتهادات في تطبيقها وأحياناً طول الوقت اللازم لإصدار الشهادة وتصديقها ،كما تقوم بعض الدول العربية بتغيير في المواصفات دون إشعار مسبق .ومن الجدير بالذكر أن اتفاقية تيسير وتنمية التبادل التجاري بين الدول العربية وبرنامجها التنفيذي قد دعت الى الإزالة الفورية لكافة القيود غير الجمركية لما لهذه القيود من تأثير مباشر في عرقلة التجارة العربية البينية. ثانيا – مشـكـلة الـــرسـوم والــــضـــرائـب ذات الاثــر الـمـمــاثل للــتعريفــة الــجــمركية :إن فرض الرسوم والضرائب ذات الأثر المماثل للتعريفة الجمركية على السلع العربية المستوردة من الدول العربية سوف يؤدي الى تعطيل أثر التخفيض الجمركي ، وتعتبر الضرائب والرسوم الاضافية من المعيقات الرئيسية التي تحول دون التنفيذ الامثل لبرنامج منطقة التجارة الحرة العربية الكبرى، ومنها رسوم الطوابع ورسوم التصديق على المستندات ، ورسوم إحصاء وخدمات جمارك ، بالإضافة إلى رسوم لها مصلحة عامه كرسوم البيطرة ورسوم المرور على الطرق ، وهذه كلها رسوم وضرائب تؤثر على قيمه البضاعة. ثالثا – قـواعــد الـمنــشأ قـــواعــد المنــشـــأ التــفصـــيلــــية :تشكل قواعد المنشأ التفصيلية للمنتجات العربية أحد المرتكزات الأساسية لمنطقة التجارة الحرة العربية الكبرى ، أما السبب الحقيقي الأهم الذي يتصدر قائمة الأسباب المؤدية إلى تدني حجم التجارة البينية الخليجية فهو تشابه نمط الإنتاج الخليجي، ومن ثم تشابه الصادرات الخليجية؛ الأمر الذي يجعل من تبادلها نشاطا غير اقتصادي.