كما سيقف ميناء حيفا على خط سكة حديد يمضي جنوباً وصولاً إلى سلطنة عمان، مارّاً على عواصم ومدن الخليج وجزيرة العرب، خط قطار «حيفا – صلالة» سيضع جزيرة العرب في السلة «الإسرائيلية» اقتصادياً، فهو نافذة الخليج والجزيرة على عالم البحر الأوروبي، وبذلك حتى دبي التي تُعتبر اليوم مركزاً اقتصادياً ستفقد أهميتها مستقبلاً، وهنا لا أحلل بل أسرد واقعاً سيحصل مستقبلاً، لكن المخطط الأخطر من كل ذلك، هو تجميع غاز ونفط الخليج وجزيرة العرب، عبر خطوط أنابيب برية، لتصديره من ميناء حيفا إلى أسواق أوروبا تحديداً، بمعنى آخر أن تصبح حيفا مقبرة المكانة الجيو – سياسية لروسيا في أوروبا والعالم، حيث أن الكيان الصهيوني يضع يده فعلياً على كنوز الغاز في مياه شرق المتوسط، «وربما هذا أحد أسباب تدمير سوريا والبنى التحتية فيها»، ليس فقط مقابل شواطئ فلسطين، بل أيضاً مصر، ولبنان وقبرص واليونان وتركيا. فسوف يتحكم في أسعار وحجم الإنتاج في سوق الطاقة العالمي، بل من الممكن أن يصل الأمر إلى قدرته من فرض عقوبات وضرب أي دولة منتجة تحاول التمرد على قواعد السوق الجديدة للطاقة.
بالتالي، إن تحقق هذا السيناريو، فإن كيان الاحتلال بعد ان يسيطر على سوق الطاقة، سيتمتع بقدرة خارقة على تشكيل الأوضاع السياسية لكثير من الدول، بل وحتى التحكم في المناخ السياسي الدولي، والنظام العالمي، بإذعان غربي كامل لتكتمل المشنقة الإقتصادية «الصهيونية» على رقاب البشر. وهي المشنقة التي تأخذ حالياً شكل عقوبات أميركية و»حروب إقتصادية بالوكالة» ضد العديد من دول العالم، في إرهاصات لحرب إقتصادية يهودية شاملة لإخضاع العالم، هذا الأمر يدفعنا للتفكير بأن للحرب السورية أبعاداً غير التي أعلن عنها، ودخول اللاعبين الروسي والإيراني بثقلهما الواسع للدفاع عنها، ما يعني ضمناً الدفاع عن مصالحهما وفقاً للتحليل المذكور آنفاً، ما قد ينذر بأن الحرب المقبلة إن وقعت لا بد أن تكون مدفوعة بالأسباب الآنفة الذكر.
أيضاً في مما يتعلق بمشروع نيوم، فهو مشروع حيوي للكيان الصهيوني، ومن المؤكد ان نتائجه كارثية على العرب والمسلمين، عسكرياً، واقتصادياً وسياسياً، واستراتيجياً، فهو يغطي أرضاً تعادل مساحتها مساحة فلسطين. ويطل على400 كلم من ساحل البحر الأحمر، ويغطي ضفتي خليج العقبة بما فيها ألف كيلومتر مربع على طول ساحل العقبة من جهة سيناء. كما سيضم المشروع أهم الأهداف «الإسرائيلية» التي ترغب في إبعادها عن الصورايخ المعادية «إيران، حزب الله»، الأهم من ذلك كله أن المشاريع الصهيونية ستنتقل إلى أرض المشروع هذا، خاصة المشاريع والأسلحة النووية، ومشاريع تطوير أسلحة دمار شامل من أنواع أخرى.