المقالات

سقوط الموانئ المتوسطية.. مقدمة
لوأد العرب «3-3»

بالتالي، ما علاقة استهداف الموانئ المتوسطية بكل ما ذُكر آنفاً؟
تعددت الروايات التي تتحدث عن المسؤول في استهداف مرفأ بيروت في الرابع من أغسطس «2020»، وتعددت الروايات حول مسؤولية تدميره، فهو شريان حيوي وخزان لبنان الرئيسي في الصادرات والواردات، وبتدميره، سيتجه الموردون والمصدرون إلى اعتماد بدائل أخرى، فقد اتجه البعض نحو ميناء طرابلس ريثما يتم العمل لإصلاح ما تم تدميره، وبصرف النظر عما قيل آنذاك، لكن هذا يأخذنا إلى الدور الصهيوني الذي يملك المصلحة الكبرى في تدميره، زد على ذلك لتحقيق المخطط لا بد من تدميره، ولا يوجد أكثر من العملاء لصالحه منتشرون حول العالم، بالتالي، قد يكون هذا سيناريو مؤرجح يحتمل التصديق ويحتمل التكذيب، لكن مع استهداف ميناء اللاذقية مرتين في شهر واحد، أمر يجب التوقف عنده، خاصة خلوه من أية مظاهر عسكرية، وحتى إن وجدت فمن غير المعقول أن تغامر إيران بإرسال شيء إلى حزب الله مجاهرةً وأقمار الكرة الأرضية ترصدها، لكن في الاعتداء الأول ربما ظن البعض أن هذا السيناريو هو الصحيح، لكن مع الاستهداف الثاني، تأكد ربما أن استهدافه هو استكمال للمخطط الصهيوني في المنطقة.
بالتالي، تعمل حكومة الكيان الصهيوني على شل البلاد العربية من الناحية الاقتصادية من خلال تدمير أهم مرافئها الحيوية إن كان مرفأ بيروت أو اللاذقية، ولاحقاً مرفأ طرابلس، ما يتيح لمرفأ حيفا القيام بكل مهام تلك المرافئ كجهة وحيدة يضطر الجميع للتعامل معها في ظل فقدان الأمن والأمان على المصدرين والمتعاملين مع تلك الحكومات، ما يضعفهم اقتصادياً، وبنفس الوقت يقوي الكيان الصهيوني، وبطبيعة الحال نأمل أن يفشل هذا المخطط رغم أن كل المعطيات تشير إلى أن الأمور تسير وفقت نهج متسارع، خاصة مع الصمت العربي المُخزي، لأن هذا الشر هو يطال الإنسان قبل المواقف السياسية.
أخيراً، لا مستفيد من انحطاط بلادنا إلا الكيان الصهيوني وهو سؤال لا يحتاج إلى تحليلات لأنه واضح المعالم، لكن يبقى اللوم والعتب قائم على العرب، في أن تُستباح الدول الشقيقة إن كانت سوريا أو العراق أو لبنان أو مصر تحت مسميات عديدة لكنها فارغة المضمون في ضوء الاستحواذ على مقدرات تلك البلاد وغيرها، والعتب الأكبر على الدول الغنية المطبعة التي باتت تحكمها علاقات جيدة مع كيان الاحتلال، في أخذ موقف واضح من عربدتها المستمرة على الدول العربية، فإن لم يحدث ذلك، فعلاً نحن اليوم أمام دين جديد وسياسة جديدة واقتصاد جديد، المستفيد الوحيد منه الصهاينة فما يبدو العرب أنهم موظفين لديهم، فلنقطع الطريق عليهم قبل فوات الأوان.

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى