المقالات

«مدفع الإفطار»… ولحظات فوز المؤمن

يعد «مدفع الإفطار» معلما مميزا لشهر رمضان في العديد من الدول الإسلامية -وليس في جميعها-، فعلى مدى تاريخ إرث هذا المعلم الرمضاني الذي أضحى يعد تقليدا متبع طوال أيام الشهر الفضيل بإطلاق جيش البلد قذيفة مدفعية صوتية وقت غروب الشمس وقبيل لحظة آذان المغرب كأحد أساليب الإعلان عن موعد الإفطار وإخبار العامة به منذ مئات من السنوات مضت والذي عد حينها وسيلة لإعلام عامة المسلمين بموعد الإفطار، خاصة مع توسع الموقع المكاني، وإن كان الخلاف في غايات استخدامه للمرة الأولى مسببا لهذه الغاية أو مصادفة. يبقى هذا التقليد والمعلم الرمضاني الإسلامي تميزا مستحسنا في الدول التي تتبعه.
   بالإضافة لما سبق إن لمدفع الإفطار خاصة لمن عاش معه لسنوات يضفي المزيد من التقدير للشهر الفضيل بالخصوصية في رمضان وعظمة هذا الشهر وفضل تميزه عن باقي شهور السنة وشعورا مميزا وإحساسا خاصا لرمضان مع وقت دخول آذان المغرب، بل أن كل من نشأ عليه منذ صغره أو كان تقليدا متبعا له لسنوات فإنه يرتبط معه بذكريات ترتبط بلحظه الغروب في الشهر الفضيل، خاصة مع المزيد من مشاعر ومزيد من التقدير لهذه اللحظات، كما أن «مدفع الإفطار» هذا يرتبط بلحظات الغروب في رمضان وهي لحظات مميزة لدى كل مسلم صائم فهي لحظات فوز المؤمن إنها لحظات فوز وفرح ونيل الأجر من الله الذي وعد -إنه لا يخلف الميعاد- وهي لحظات مقدسة فيها يستجاب الدعاء ويفرح المؤمنين بإتمام عبادة الصوم  يوميا من أيام شهر رمضان المبارك.   تعد الكويت من إحدى الدول الذي تتميز بإتباع هذا التقليد الرمضاني الإسلامي وتحرص على نقله عبر الوسائل الإعلام الرسمية – منها التلفزيون والإذاعة-، فالتقليد الرمضاني هذا يجمع المواطنين والمقيمين في الكويت وخارجها لمشاركة اللحظات الإيمانية المميزة قبيل إفطار الصائم مع المتابعة والاستماع لهذا التقليد المميز للشهر الفضيل مع اختلاف أماكنهم وتوقيت الآذان في كل بلد يقيم فيها المواطن خارج الكويت. نسأل الله –جل في علاه- دوما عون المسلمين جميعا على الصيام والقيام والاستمرارية في التقاليد الرمضانية التي تضفي مزيدا من الطابع المميز والاهتمام الرفيع المستوى وقت الغروب في الشهر الفضيل، وترسخ العادات الإسلامية الحميدة في نفوس أجيال المسلمين.

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى