المقالات

جمعة رمضانية مباركة ومبروكة .. إن شاء الله «1-2»

هذا المقال قديم .. مكتوب ومنشور في العديد من الصحف العربية .. قبل حوالي عقد من الزمان ..
كان الأكثر قراءة -كما قِيل لي – من مئات المقالات المنشورة لي آنذاك ..
أحبني البعض بسببه .. !
وكرهني البعض الآخر بسببه
لماذا ؟اقرأ ؛ لتعرف ودمت حرّا أبيّا ..

العلاقة بين الصوت .. والسوط..

العلاقة بين الصوت والسوط علاقة عكسية رغم التقارب اللفظي أو الجناس بين حروف الكلمتين .. فإذا علا الصوت وهو هنا رمز لحرية الرأي والكلام.. والتعبير .. والتجديد ..ينخفض السوط، وهو هنا رمز للعنف والاستبداد والظلم والهوان.. والعبودية والجمود..
لذلك يعمل المستبد، الطاغية ، المتجبر، الباغي، المتسلّط .. المغرور .. في كل زمان ومكان.. على إسكات الصوت.. ليقدر على إعمال السوط .. في أجساد معارضيه ومنتقديه ومنافسيه .
المسؤول الفاجر يضيق بالكلمة الناقدة ، القوية ، الجديدة .. فيحارب صاحبها بكل ما لديه من أدوات القمع، كي تستمر مسؤوليته البغيضة … أطول فترة زمنية ممكنة، بل وليورثها لمن يرغب أو يختاره هو
الصوت العالي، الناطق بالحق، والحياة الأفضل.. يزعج المسؤول الباغي ويقلقه، ويهدد استقراره على كرسي المسؤولية أو الحكم.. فيعمل بأي وسيلة لديه على إسكاته وقمعه، كي يكون عبرة لمن يثور من بعده.. وفي كل مرة سيجد من يصفق له ويؤيده عن جهل أو خوف .. أو خبث … أو تحقيق مصلحة شخصية.
أقول ذلك- وغيره كثير- بعد ان كثرت الدعوات في الأوساط العربية للرضا بالواقع مهما كان بائسا ، مزريا، كي لا يأتينا من هو أسوأ وأوحش وأفسد.. منه ويضرب أصحاب هذه الدعوات أمثلة بما يحدث من معارك دامية واضطرابات وقتل وتشريد للسكان في البلاد التي شهدت ثورات على حكامها المستبدين، الطغاة، المتسلطين مؤخرا..
وفات أصحاب هذه الدعوات أننا لو كنا نؤمن بالديموقراطية الحقيقية وبتداول السلطة والصوت الناقد أو المعارض العالي.. ولو كانت لدينا معارضة قوية وبرلمانات مستقلة وأحكام نزيهة.. لما كانت هذه الثورات أساسا.. ولما كنا سميناها ربيعا.

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى