المقالات

اللغة العربية … يهجرها أهلها

علينا أن نجد حلا أو حلولا لمشكلة عزوف طلاب وطالبات مدارسنا العربية عن الاهتمام بلغتهم الأم بالدرس والمعايشة .. ومن أعلى المستويات العلمية المتخصصة .. اليوم قبل الغد.
فأن نتعلّم اللغة الانجليزية -مثلا – شيءٍ رائع باعتبارها لغة التقدم العلمي والتواصل الاجتماعي الحديث..
لكن ليس على حساب اللغة العربية .. وعندما تعلّم ابنك لغة أجنبية وتنسبه لغته العربية كأنك يا بوزيد ما غزيت ..!
البراعة أن يتعلّم ابنك لغته العربية واللغة الانجليزية معا ،ويمكن أن نعيد مجد العربية واعتبارها في نفوس أبنائها العرب .. وفق تجربتي الطويلة في تدريسها في مدارس عربية ومدارس أجنبية داخل الكويت وخارجها.. تمتد لحوالي نصف قرن من الزمان .. بأربعة أمور نوجزها :
أولا :تسهيل تدريس قواعدها النحوية وفنون بلاغتها لطلاب مدارسنا وطالباتهم .. في مختلف مراحلهم الدراسية .. بحيث لا يدرس الطالب منها سوى ما يسهم منها في فهم المعنى أو تسهيل النطق..
مع التركيز على القراءة السليمة المعبّرة عن المعنى .. والكتابة الصحيحة الواضحة الفِكر.
ثانيا :اعتبار مادة اللغة العربية مادة نجاح ورسوب. للطالب ، والأهم اشتراط النجاح فيها في الثانوية العامة العربية أو الأجنبية لدخول الجامعات العربية ،وأولها الجامعات الكويتية الحكومية أو الأهلية الخاصة..
ثالثا : تحديث مناهج اللغة العربية .. وبخاصة لطلاب المرحلة الثانوية .. لتكون أكثر عرضا للنصوص الأدبية العالمية المعاصرة شعرا ونثرا وقصة ، التي تجذب اهتمام الطلاب المحدثين .. ورغبتهم الشبابية في الارتقاء والتطور فكرا ووجدانا، بمعنى أن نجعلها لغة معيشة يقدر الطالب من خلاها على التعبير الخاص فيما يعتمل بعقله ونفسه .. من فِكر وإحساسات ومشاعر .
فنحن نعلّم طلابنا موضوعات نحوية وبلاغية – مثلا – لا يستخدمونها في حياتهم أو معيشتهم مع الناس .. ونحفظهم كيف يعبرون عن مفاهيم عامة دينية وتاريخية ووطنية واجتماعية .. مكررة ومتداولة.. من دون أن ندرّبهم على التعبير الإبداعي عن مكنونات أفئدتهم ومشاعرهم الخاصة.
رابعا :حرص العائلات العربية المهاجرة إلى قارات العالم السّت .. على محادثة أولادهم في بيوتهم باللغة العربية ،بل وتعليمهم إياها قراءة وكتابة .. إن استطاعوا .
وللكلام بقية ..

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى