رحل عن الكويت جسداً، لكنه ترك إرثاً غنياً ورصيداً فنياً ضخماً، وكما كبيرا من المحبة، في قلوب الكويتيين وأهل الخليج والعرب، رحل عنا، لكن بصمته حاضرة ومن الممكن القول إنها خالدة، لن أقول له وداعاً، بل أنت حيّ بيننا، بغنائك الهادف، أطربتنا، وبمناسباتنا الوطنية، شددت من أزرنا على التمسك بمواقفنا الوطنية، وحتى بالأغنيات الدينية كنت توصل رسالة لذلك من مثلك يبقى بيننا، الفنان الراحل، عبد الكريم عبد القادر.
لا أبالغ إن قلت إن ما تركه الراحل هو إرث غني وثري للكويت، وهو المبدع في غناء ملتزم وطني وديني ورياضي وعاطفي ، وحمل لقب الصوت الجريح، لقدرته على إيصال الإحساس إلى قلوب مستمعيه، وهل من كويتي ينسى أغنية الخالدة «#وطن_النهار» الذي لا تغيب شمسه بعد تحرير الكويت من غزو النظام العراقي السابق، فكم من عينٍ أدمعت لها، وكم من قلبٍ بكى حنيناً وحباً بالوطن، ولن ننسى «حبي وتقديري لها»، و»أم الثلاث أسوار»، و«محمل الخير»، ولن ننسى أغنية «باسم الله» التي رافقت صعود جيل منتخب الكويت الذهبي مطلع الثمانينيات على مستوى كأس آسيا وكأس العالم.
إن الفقد صعب، وتشرفت بأن جمعتنا الأيام والصدف والمكالمات الهاتفية، فكنت خير الصديق والأخ الكبير، ورحم الله تبارك وتعالى صوت الوطن وصوت قلوبنا عبد الكريم عبد القادر، لقد فقدت الكويت شخص كبير اليوم ومعلم من معالمها، خالص التّعازي لأسرته الكريمة ولنا جميعاً، وإنا لله وإنا إليه راجعون.