المقالات

كتاب من مكتبتي علم السلوك الإنساني الحديث

يقول البروفسور كارل مانهايم: « الطريف في علم النفس في عصرنا هذا هو أن علم الاجتماع وعلم العمران البشري وعلم النفس، وهي العلوم التي كان كل منها في الماضي يعمل في ناحية مختلفة، قد نجحت في صب نتائجها في بوتقة واحدة نشأ منها علم واحد تام يُسمى «العلم الحديث لسلوك الإنسان».
والاكتشاف الرئيسي لهذا العلم الحديث هو أنه لا يمكن أخذ أي فرع من الشعور أو رد الفعل أو الحركة أو التفكير كقضيةٍ مسلَّم بها، أو كأمرٍ مُبرم لا يتغير؛ إذ من المُحتمل جداً أن يقوم الشخص بأفعال أو يُفكر بطريق مغاير لما كان يفكر فيه إذا رُوّض على ثقافة أخرى.
وبالطريقة نفسها يقوم التعرض مبكراً إلى تجارب مختلفة ومؤثرات ثقافية متغايرة بدور كبير في تكوين شخصيتنا.
ويعرف المختصون علم النفس بأنه العلم الذي يدرس سلوك الإنسان ويسعى لتفسير دوافعه، ولكن بالرغم من اتفاقهم في هذا التعريف، فإن نظرياتهم في ذلك قد اختلفت، بل تضاربت في بعض الأحيان.
فمنهج فرويد في دراسة الشخصية ودوافعها يختلف اختلافاً جذرياً عن منهج «مكدوجل، وهكذا؛ الأمر الذي يعكس صعوبة دراسة النفس البشرية والإحاطة بخباياها؛ فمكنوناتها لا يُستدل عليها بالمشاهدة الظاهرية مثلما نفعل في دراستنا للظواهر الطبيعية والبيولوجية.
كما أن هناك كثيراً من العوامل التي تؤثر في السلوك والشخصية، وأهمها الغريزة الجنسية؛ إذ يرى بعض الدارسين أن سبب بعض الأمراض النفسية يعود لما تُمارسه ما تُعرف ﺑ «الأنا العليا» من كبت تجاه متطلَبات الجسد.
ويقتضي منا الإنصاف الاعتراف بأن دراسة النفس البشرية تعد واحداً من أعقد الحقول المعرفية، وإن كانت دراسةً لا تخلو من الكشوف المدهشة.
عن المؤلف، عبد الله حسين: محامٍ، وصحفي، ومؤرخ مصري له العديد من المؤلَّفات التاريخية والأدبية والسياسية والاجتماعية.

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى