في فرنسا يتظاهر الفرنسيون .. شيبا وشبانا .. ضد ارتفاع سن التقاعد إلى ٦٤ سنة بدلا من ٦٢ سنة
طيب ؛ لماذا يجاهد معظم العرب العاملون في الكويت ..وأنا منهم ..ليطول بقاؤه في العمل …. إلى ما بعد الستين والسبعين وحتى الثمانين سنة إن كان محظوظا ؛ مقدّرا من معزبه ؟!
في فرنسا يريد العاملون الكبار سنا ؛ التقاعد المبكر .. ليستمتعوا بما تبقى من أعمارهم في السفر والتنزه في بلادهم وبلاد العالم .. الجميلة .. البديعة .. والقراءة .. ومشاهدة الألعاب .. والمسرحيات والأفلام .. وإشباع هواياتهم المحببة لنفس كل منهم .. بما يُصرف له من معاش شهري تقاعدي مضمون صرفه ..!
بينما يريد الشباب من الفرنسيين .. فرصة عمل مبكرة .. كما أخذها كبارهم .. !
بالنسبة لي كوافد أومقيم هنا في الكويت .. ومثلي كثيرون ..
لا نريد التقاعد المبكّر .. لأن التقاعد معناه أن أصفّي في الشارع.. بلا معاش أعيش منه .. أو راتب رتّبت أموري عليه .. منذ سنوات طوال..!
وأصبح فجأة من دون إقامة صالحة .. أتعالج .. وأسوق .. وأتردد على البنوك وشركة الصرافة .. و…و… و .. بموجب بطاقة هويتي المدنية .. السارية المفعول ..!
هبْ أو افرض ؛ عزيزي في العروبة والإسلام .. أنني تعبتُ عملا واستقلت من العمل .. وسئمت تكاليف العمل المضنية لدى الغير ؛ فهل تعب صاحب العمارة التي أسكن في إحدى شققها الثلاثين في أخذ أجرتها الشهرية التي تصل لنصف دخلي الشهري؟!
لم يتعب ..ولن يتعب ..!
وهل تعبت الجهات الحكومية وغير الحكومية .. .. في تقاضي المال .. يوميا أو شهريا أو سنويا .. مني نظير توفير المأكل والملبس والدواء ..وضروريات حياتي .. والكهرباء والماء .. والعلاج وتشغيل السيارة … وإصلاحها ..وتأمينها ؟!
لم ولن تتعب ..!
وأنا بعد أن بلغت من العمر عتيا .. لا أستطيع العودة إلى مسقط رأسي غزة التي غزاها البين ..والمرض والفقر والجهل والقهر والغم والهم .. منذ ١٩٤٨ حتى الآن .. .. ويحاصرها العدو .. برا وبحرا وجوا .. ليموت أهلها وسكانها ببطء .. والكل يتفرج ..!
عشت في الكويت حوالي ٥٠ سنة ومثلي من الوافدين ..المنكوبة بلادهم .. عاشوا أكثر مني..!
فصرت كالسمكة إذا أخرجوها من بحرها .. أقصد من الكويت الآمنة .. ومن بين أهلها الكرام .. ماتت..!
فما الحل .. طال عمرك !؟!
مثلنا لا يطمح بشرف الحصول على الجنسية الكويتية .. فهذا صار بعيد المنال..
أقصى ما يتمناه حصوله على إقامة كفيل نفسه .. التي صارت هي الأخرى بعيدة المنال في الكويت ..
لماذا ؟!
أنا لا أعرف
وللكلام بقية